عملية الحشد من قبل "التحالف الوطني لدعم الشرعية" وقياداته، ورفع سقف التوقعات حول مظاهرات الذكرى الثالثة لثورة 25 يناير، والتي بدأ الحديث عنها وكأنها نهاية ما أسموه "الانقلاب" جعل العديد من مؤيديهم والمتعاطفين معهم يخيل إليهم أنه بمجرد أن تشرق شمس ذلك اليوم سوف تودي بكل ما أزعجهم خلال الفترة الماضية. إلا أن شمس ذلك اليوم أشرقت وغربت ولم تحصد سوى أرواح المزيد من الشهداء الذين وصل عددهم إلى 84، واعتقال المئات، والمزيد من التفويضات ل"السيسى" رئيسًا، وهو ما أصاب عددًا كبيرًا من الشباب بالإحباط، والغضب بعد أن مرت الأحداث على خلاف ما كان يتوقعه شباب الثورة من أبناء التيار الإسلامي، حيث كان يتوقع أغلبهم أن تتكرر الذكرى بنفس أساليبها ونتائجها في مواجهة الشرطة ملقين التهمة على التحالف في سوء التنظيم. وقال وحيد فراج، المسئول الإعلامي لحركة "18"، إن "مشكلة التحالف في سوء التنظيم ليست وليدة ذكرى 25 يناير"، مشيرًا إلى أن "التحالف لم يضع خططًا للتحرك سواء على المستوى الميداني في الشارع أو على مستوى خارطة الطريق المستقبلية منذ فض اعتصامي رابعة والنهضة". وأوضح فراج ل"المصريون"، أن التحالف حدد أكثر من 30 نقطة لتحرك المسيرات يوم ذكرى الثورة، ومن المفترض أن هذا العدد من المسيرات كان سيحدث تأثيرًا في الشارع إلا أنه بمجرد مواجهة الشرطة يفضل القائمون على المسيرة الانسحاب من المشهد تاركين الشباب في المواجهة ولم يضعوا خططًا بديلة للتعامل بحجة حقن الدماء، على الرغم من أن حركة "18" فقط دفعت ضريبة نزولها في ذلك اليوم ب 3 معتقلين وشهيد و2 مصابين في حالة خطرة". ورأى أن الحل يكمن في أن يفوض التحالف، الشباب في قيادة المسيرات والتحرك في الشارع والتعامل مع أي اعتداءات بكل السبل فيما دون الرصاص والقتل، وتقديم رؤية واضحة ل "خارطة طريق" للثورة بدلاً من تركها للشارع بعد نجاحها، وحتى لا نقع في خطأ ما بعد 11 فبراير مرة أخرى. مع ذلك، أكد المتحدث باسم حركة "18"، أن "سوء التنظيم في الفترة السابقة والذي تسبب في سقوط العشرات من الشهداء والمصابين وحملات الاعتقال لم يكن تواطؤًا من التحالف أو قياداته، حتى لا يشمت البعض، إنما هو خطأ في وجهات النظر وعقم في التفكير". من جانبه، أرجع إسلام الشاعر، المنسق السابق لحركة مترو، وأحد منظمي المسيرات في شبرا، الفجوة بين الشباب والتحالف الوطني لدعم الشرعية إلى تطور الحراك الثوري في الشارع، مشيرًا إلى أن فكر الإخوان الإصلاحي طبع على التحالف ككل، في حين أن الشباب المتواجد في الشارع أصبح متبنيًا للفكر الثوري الذي يميل إلى التصعيد ويبحث عن الحلول الجذرية. وأقر الشاعر، بأن "التحالف نظريًا لم يعد له دور في الشارع وأن الشباب هم من يحركون الوضع، وبعضهم بدأ يسلك نهجًا عنيفًا في حرق سيارات الشرطة وغيره وهو ما يرفضه"، مشيرًا إلى ضرورة احتواء التحالف للشباب بصورة أكبر، حتى يتم التحرك بطريقة منظمة وفاعلة قبل أن تنفلت جميع الخيوط من يده. فيما أرجعت حركة "أبطال ضد الانقلاب" أسباب فشل التظاهرات يومي 24 و25 يناير، إلى سوء التنظيم من قبل "التحالف الوطنى لدعم الشرعية"، الذي ارتكب أخطاء جسيمة في تلك الأيام على حد قولها ومن أهمها اختيار أماكن خط سير المسيرة، مما دلل على أن التحالف فقير جغرافيًا فى اختيار الأماكن ولا يعلم أين يوجد الخطر الذى من الممكن أن تتعرض له المسيرة. وقالت الحركة في بيان لها، إن "تظاهرات يومى 24 و25 يناير والتى تم الحشد لها منذ شهور، انتهت بمهزلة "فركش"، مشيرًا إلى أن التحالف تعامل بعشوائية شديدة وخصوصًا فى منطقة الهرم عندما مرت المسيرة بشارع حمد ياسين فى منطقة الطوابق، مما جعلها فريسة سهلة فى يد الداخلية، وكان من المفترض أن يتم استغلال تلك الحشود الضخمة من منطقة الهرم فى ذلك اليوم ولم يسمع التحالف إلى رأى أحد من المشاركين. وقال علاء أبو النصر، الأمين العام لحزب "البناء التنمية" والقيادي ب "التحالف الوطني لدعم الشرعية"، إنهم بالفعل يعلمون أن عددًا من الشباب غير راضٍ عن التحالف ويتهمونه بانعدام الرؤية، لكن ذلك راجع إلى الشباب أنفسهم وليس إلى التحالف الذي تتوافر لديه الرؤية السياسية وسبق وعرضها. فضلاً عما أشار إليه عن طموحات الشباب التي تجعلهم يطلبون من التحالف القفز إلى خطوات ترضيهم، لكنهم لا ينتبهون إلى أن التحالف مكون من 12 حزبًا سياسيًا ويصعب عليه اتخاذ تلك الخطوات بالسرعة التي يريدونها، مشيرًا إلى أن التحالف ترك مهمة قيادة الثورة للشباب، وأنه لا يعلم قبل كل جمعة من أين سيخرجون للتظاهر، مذكرًا بأن التحالف أعلن سابقًا أنه يثق في الشباب ويترك له حرية الإبداع والتصرف مع الالتزام بالمبادئ التي وضعوها. من جهته، قال محمد أبو سمرة، القيادي بالحزب "الإسلامي"، والقيادي ب "التحالف الوطنى لدعم الشرعية"، إن الحملات القمعية التى تمارسها السلطات الحالية أجبرت التحالف على ترك زمام الأمور إلى الشباب، كى يقدروا ماذا سيفعلون، بمعنى ترك الحركات الثورية الرافضة للانقلاب تقديرًا لما سيفعلونه حسب المواقف التى يتعرضون لها. وأقر بأن أساليب التحالف لم تعد تتواءم مع المجموعات الشبابية التي تعترض على حكم العسكر، وأشار إلى أن "الجميع له حق الدفاع عن النفس ومقاومة أى اعتداءات عليهم فى ظل غياب العدالة القانون وحقوق الإنسان". واتهم أبوسمرة المجلس العسكرى ب "التكالب على السلطة ورفض المبادرات التي قدمتها الأحزاب الإسلامية بما فيها مبادرة "الحزب الإسلامى" التى رفضها العسكر طمعًا فى الحكم"، على حد قوله.