رفض المحتجون المعتصمون بميدان التحرير أمس محاولة الجيش المصري إزالة العوائق التي وضعوها في أعقاب قيام "البلطجية" باقتحام الميدان يوم الأربعاء الماضي، وباءت بالفشل محاولة أحد قادة الجيش لإقناعهم بفض اعتصامهم وإعادة الأوضاع إلى طبيعتها بعد 12 يوما من اندلاع الانتفاضة الشعبية الرامية لإسقاط حكم الرئيس حسني مبارك. وحاولت قوة الجيش المنتشرة أمام المتحف المصري بالقاهرة صباح السبت، البدء بإزالة العوائق والآليات المحترقة من المكان، لكن المعتصمين اعترضوا على هذه الخطوة وقاموا بالوقوف أمام الدبابات للحيلولة دون السماح لها بذلك. وتجمع نحو 250 شخصا حول الدبابات المتوقفة في المنطقة الممتدة بين ميدان التحرير وميدان عبد المنعم رياض لمنع هذه الدبابات وونش أحضر إلى المكان من إزالة العوائق التي تقفل تماما هذه المنطقة. يأتي ذلك خشية أن يؤدي إزالة تلك العوائق لدخول المؤيدين للرئيس مبارك والذين يصفهم المتظاهرون ب "بالبلطجية" وبأنهم من عناصر الأمن المتخفين في لباس مدني المكان الذي يعتصم فيه آلاف المحتجين للأسبوع الثاني على التوالي. وفي وقت لاحق، تحدث مسئول عسكري رفيع بالجيش المصري للمعتصمين في ميدان التحرير السبت في محاولة لإقناعهم بإنهاء احتجاجهم. وقال اللواء حسن الرويني قائد المنطقة العسكرية المركزية بالجيش المصري مخاطبا المحتجين عبر استخدام مكبر للصوت وهو يقف على منصة، إن للمتظاهرين الذين يطالبون بالتغيير الحق في التعبير عن أنفسهم لكنه ناشدهم أن ينقذوا "ما تبقى من مصر". وقابل الحشد الدعوة بالهتافات التي تطالب بتنحي الرئيس حسني مبارك ما اضطر الرويني إلى النزول من على المنصة قائلا إنه لن يتحدث وسط مثل هذه الهتافات. يأتي ذلك فيما أعرب الدكتور محمد البرادعي مؤسس "الجمعية الوطنية للتغيير" عن أمله في أن يجري نقاشا "يفضل أن يكون قريبا" مع رئاسة أركان الجيش المصري حول "عملية انتقال السلطة من دون إراقة دماء" في مصر. وقال البرادعي في مقابلة مع مجلة "دير شبيجل": "أرغب في أن أجري نقاشا مع قادة الجيش، ومن الأفضل في أقرب وقت لندرس كيف يمكننا الوصول إلى عملية انتقالية من دون إراقة دماء". ودعا الرئيس حسني مبارك إلى الاستقالة في أقرب وقت ممكن، وأضاف "سيكون هناك بالتأكيد بلد عربي لاستقباله. ولقد سمعت من يتحدث عن البحرين". في الأثناء، شكل الشباب المعتصمون في ميدان التحرير تحالفا ثوريا ضم عددًا من الحركات المعارضة للتحدث عنهم في أي حوار مع الحكومة. وضم التحالف ناشطين من حركة "شباب 6 أبريل"، إضافة إلى "الإخوان المسلمين" وحركة "كفاية" و"الحركة الشعبية للتغيير" و"الشباب الثوريين". ويسعَى هؤلاء الشباب إلى الاستعانة بعددٍ من العلماء والخبراء لمساندتهم خلال الفترة المقبلة، خاصة بعد تجاهُلِهم من معظم اللجان التي شكلت من قبل، على الرغم من أنهم من قادوا هذه الثورة، من بينهم المفكر الإسلامي الدكتور محمد سليم العوا، وأبو العز الحريري القيادي السابق بحزب "التجمع" وأحد قيادات "الجمعية الوطنية للتغيير" بالإسكندرية، وأيمن نور زعيم حزب "الغد"، وضياء رشوان الباحث في مركز الدراسات الإستراتيجية ب "الأهرام"، والدكتور عمرو الشوبكي المحلل السياسي وشخصيات أخرى. من جهة ثانية، أفاد مصدر طبي بأحد المستشفيات الميدانية في الميدان أنه لم تقع إصابات نتيجة إطلاق النار الذي حصل فجر السبت. وأفاد أحد المعتصمين أن الجيش أطلق النار في الهواء تحذيرا لدفع أنصار الطرفين إلى الوراء بعد أن عادوا إلى التجمع وجها لوجه في منطقة مجاورة للمتحف، ما كان يمكن أن يهدد بعودة التراشق بالحجارة. وأدى إطلاق النار إلى ابتعاد المتجمعين من دون وقوع إصابات.