فى اتصال تليفونى مع السيد عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية يوم 2فبراير طلبت السيدة هيلارى كلينتون إجرا تحقيق عن الأحداث التى جرت فى ذلك اليوم فى ميدان التحرير.كلكم شاهدتم هذه الوقائع على شاشات التلفاز نقلتها قنوات فضائية عديدة مثل ال بى بى سى ،المستقلة ،الحياة وفوق ذلك قناة "الجزيرة" الرائعة التى حاربتها الدولة بكافة الطرق ولكن الناس كانت تعرف التردد الجديد للقناة وتتناقله بسرعة البرق ، وفى النهاية قررت قناتى المستقلة والحوار بث إرسال قناة الجزيرة. نظرا لأهميتها وما تعانيه من رذالة . أما تليفزيون الدولة فجاء على النحو المتوقع فيما يبثه من برامج تثير القرف ، وضيوف تثير الاشمئزاز، و من ثم فوجب الهتاف بالصوت الجهورى " عاشت قناة الجزيرة " ،وعيب على الدولة أن تحاربها بهذا الشكل المتدنى من الشوشرة على إرسالها ومنعه والتضييق على مراسليها بكافة الطرق. السؤال للسيدة كلينتون : لقد سقط فى ذلك اليوم وليله خمسة قتلى أكثر من 2500 من الجرحى بأيدى البلطجية ،وانتى يا مسز كلينتون تعلمين علم اليقين هوية هؤلاء البلطجية ومن الذى دفع بهم ،ولكننى فقط أذكرك بأن هناك 300 مصرى قد قتلوا بالإضافة لمئات الجرحى قبل يوم 2 فبراير ،ولا أعرف لماذا لم تشرى إليهم ،؟ ربما من باب السهو؟ يوم الجمعة 28 يناير انسحبت قوات الشرطة انسحاب مفاجئ ،غريب ومريب ،وامتنعت عن أداء واجبها الدستورى والقانونى فى حفظ الأمن والنظام ومنع الجرائم وضبط مرتكبيها ..وأنتم تعلمون ما حدث من ترك أقسام ومراكز الشرطة بما فيها من أسلحة لكى تقع فى أيدى البلطجية وذوى السوابق ،وحدث كل ذلك فى أماكن كثيرة فى وقت واحد، مما يشير إلى أنه كانت هنا خطة منظمة ، وكذلك الحال فى السجون التى تم فتحها وخرج المجرمون وأرباب السوابق وفعلوا ما تعرفونه جيدا من إفساد فى الأرض.. من الذى أصدر الأمر لقوات الشرطة بالانسحاب مما أدى إلى الخلل فى الأمن العام وترويع الناس وتخويفهم بالإشتراك مع وسائل الإعلام الحكوم التى راحت تبث فى برامجها استغاثات من أهالى تثير الرعب؟ من ذلك ما شاهدته فى تليفزيون الدولة : المذيعة تستقبل فى برنامجها مكالمة تليفونية من مواطنة تصرخ وتقول :إلحقونا ..أغيثونا..البلطجية أسفل العمارة خطفوا أطفالنا فى سيارة نصف نقل وأمروا أولياء الأمور بالنزول ودفع فدية قدرها خمسة آلاف جنيه لكل طفل وإلا ذبحوه !! وقالت السيدةأنهم لايملكون هذا المبلغ !! والمصير المحتوم هو الذبح !! كنت أنظر إلى السيدة المذيعة لأرى وقع البلاغ عليها..كنت أتصور أنها سوف يغمى عليها ، أو ييجى لها سكتة قلبية على الأقل ، ولكنها كانت تتلقى البلاغ بشكل عادى وتسأل السيدة صاحبة البلاغ عن عنوانها بالتفصيل الممل ،وكأنها موظفة فى سوبر ماركت تتلقى بهدوء طلبات الزبون :جبنة رومى ،بسطرمة حلوانى ،ولبن حليب..المذيعة معذورة فهى تؤدى واجبها بهدوء دون أن تتصنع الانفعال الدرامى نظام أمينة رزق.السيدة المذيعة كانت تعلم – كما علمنا نحن فيما بعد – أن كل ذلك بمب وفبركة.عار على تليفزيون الدولة أن يفبرك برامج لترويع الناس فى غياب الشرطة .. من الذى أوقع الشرطة فى هذا المطب وأساء لسمعتها ؟؟ أنا أنتمى لجهاز الشرطة قلبا وقالبا الذى عملت فيه قرابة أربعين عاما وأعرف أن ماحدث لابد أن يكون بأوامر ،فمن الذى أصدرها ؟ من الذى وضع هذه الخطة الشيطانية؟من الذى صدق عليها بالموافقة ؟ إنها خيانة عظمى ومؤامرة كانت الشرطة ضحية من ضحاياها .. لم نسمع إشارة إلى هذا الموضوع من الرئيس مبارك أونائبه أوالسيد رئيس الوزراء الفريق أحمد شفيق .. من المسؤول عن الأكثر من 300 قتيل (والعدد من الأممالمتحدة ) بالغضافة لمئات الجرحى ،علاوة على قتلى وجرحى يوم 2 فبراير؟ من هو البلطجى الأكبر الذى أطلق البلطجية ؟ أنا أثق فى كل ماقاله رئيس الوزراء الفريق أحمد شفيق فى حديثه لقناة الحياة مساء يوم الثلاثاء الأول من فبراير، وتعهد فيه بمحاربة الفساد وتطبيق القانون، و ماحدث فى يوم 2 فبراير وفجر اليوم التالى له من إطلاق النار على الشباب المتظاهرين والهجوم البلطجى عليهم بالخيول والجمال والكلاب والأسلحة البيضاء للقتل العمد - فى وجود القوات السلحة - لم يكن بأوامر منه .. ولكن لابد أنه يعرف الحقيقة ..فهل يقول لنا من هو ذلك المجرم البلطجى وشركاؤه؟ إنها جرائم قتل عمد للشعب المصرى يُعاقب عليها بالإعدام ،فهل يأمر رئيس الوزراء بإجراء تحقيقات عاجلة وموسعة ؟؟ هل يتدخل مجلس حقوق الإنسان بالأممالمتحدة بتشكيل لجنة لتقصى الحقائق عن الجرائم التى وقعت ضد الإنسانية؟ هل سيحال مجرموا الحرب إلى المحكمة الجنائية الدولية (محكمة روما ) إذا لم يُحاكموا محليا؟ لا أعرف !! ولكن الذى أعرفه يقينا أن الله سبحانه وتعالى يسمع ويرى ،وهو المنتقم الجبار ، والجزاء من جنس العمل .. إنها مؤامرة على مصر من عصابة من المنتفعين الذين نهبوها وسرقوا خيراتها ، وعندما ثار الشباب هربوا إلى لندن بطائرات خاصة بالعشرات من الحقائب المملوءة بالذهب والدولارات واليورو.. عارفينهم؟ والأمر الغريب أن هناك من الهلافيت من حاول أن يركب الموجة ويستثمر تلك الثورة الشعبية التى قام بها الشباب لصالحه لتحقيق طموحات سياسية ،وهم رويبضات وهلافيت ، والله همه كده فعلا .صح؟ يارب : أرنا عدلك وانتقامك ..أرنا آياتك فى الأكابر "فى السن " الذين حاكوا تلك المؤامرة وأصدروا الأوامر للشرطة بالانسحاب ،وللبلطجية بالقتل والافساد فى الأرض.. اللهم سخّر أمريكا لتكون لنا لا علينا.. قولوا آمين . اللواء الدكتور عادل عفيفى [email protected]