خلال الحرب العالمية الأولى قاد المارشال "بيتان"الجيش الفرنسى فى معركة "فردان" ضد المانيا وهزمها هزيمة ساحقة عد بسببها بطلا قوميا فرنسيا ،ومنح أرفع الأوسمة والنياشين وتقلد مناصب دبلوماسية ووزارية رفيعة المستوى تقديرا من الجمهورية الفرنسية لخدماته ووطنيته. بعد (25) سنة من هذا التكريم قدمت فرنسا بطلها القومى للمحكمة العليا الفرنسية بتهمة الخيانة العظمى لقبوله رئاسة حكومة "فيشى"الفاشية والمتعاونة مع القوات الألمانية الهتلرية التى إحتلت فرنسا خلال الحرب العالمية الثانية ،وحكم عليه بالإعدام وخففه الجنرال "ديجول" للسجن مدى الحياة ومات فى سجنه عام 1951عن عمر يناهز (95) عاما. ماذا يعنى ذلك ؟. معناه أن الجمهورية الفرنسية إحترمت تاريخها الحضارى و شعارات ثورتها الفرنسية العظيمة (الحرية والإخاء والمساواة) ورفضت إستثناء المارشال "بيتان"بطل فرنسا القومى من الوقوف أمام منصة القضاء الفرنسى لسؤاله فيما هومنسوب إليه من إتهامات إن صحت لأوجبت عقابه وإحتقاره بين أهل وطنه وتجريده مما تحصل عليه من أوسمة ونياشين . معناه-أيضا- أن ماضى المواطن المشرف ليس "صك غفران" أوحصانة تعصمانه من المساءلة القانونية إذا ما إرتكب جريمة فى حق الوطن تستوجب العقاب . وماذا عن مصر؟ *فى (25) يناير 2011ثار الشعب المصرى ضد "الفلول"وأسقطت ثورته مبارك الفاشى والفاسد . وفى (30)يونيو2013 عاود الشعب المصرى ثورته –وليس الفلول-وأسقطت ثورته حكم الإخوان . هنا توهم "الفلول"أن الفرصة أضحت مواتية لسرقة الثورة والترويج لإسترجاع النظام الأسبق وتبرئة مبارك بدعوى أنه كان بطلا من أبطال حرب أكتوبر 1973وهذا يكفى لغض الطرف عن مساءلته قانونا عن أية جرائم لاحقة إرتكبها هو وعائلته وحاشيته فى حق الوطن وثرواته ومستقبله . يحدث هذا اليوم فى مصر الثورة على خلاف ماحدث بفرنسا نهاية الحرب العالمية الثانية ضد المارشال الفرنسى "بيتان" *ووجدنا نخباً سياسية وإعلامية –أيضا-تطالب وتعمل على تبرئة مبارك بدعوى أنه ٍأحد أبطال حرب أكتوبر على نحو مابينه وكشفه "بلال فضل" فى مقالته الرائعة بجريدة الشروق القاهرية يوم 15 يناير 2014 تحت عنوان (من أقوالكم سلط عليكم!!)والتى فضح فيها تغيير الصحفى "إبراهيم عيسى"لشهادته عن وقائع سبق وان أثبتها فى محضر رسمى تدين مبارك وأجهزة قمعه ثم عاد وعدل عنها فى محضر رسمى أمام محكمة الجنايات لتبرئة مبارك وأجهزته الأمنية دون تبرير أو إعتذار لقرائه ومتابعيه عما فعله خاصة (إذا كان قد تربح من ورائه) . الخلاصة ..فرنسا حاكمت وإقتصت ممن كان بطلها القومى المارشال "هنرى فيليب بيتان" حين خالف القانون بينما فى مصر المحروسة مطلوب منا "الطناش"والإلتفات عن محاكمة ومساءلة "بيتان المصرى"سواء كان حاكما فاسدا أو صحفيا شهد بالزور !! .