بدأت محكمة مصرية اليوم السبت أولى جلسات محاكمة طارق عبد الرازق المتهم بالتخابر لصالح "موساد" الإسرائيلي والمعروف إعلاميا بجاسوس "الفخ الهندى"، وسط إجراءات أمنية مشددة. شهدت محكمة القاهرةالجديدة بالتجمع الخامس تواجدا أمنيا مكثفا لقوات أمن محافظة حلوان قبل بدء المحاكمة وانتشرت قوات الأمن منذ صباح اليوم السبت حول المحكمة وجرى فرض كردون أمني بواسطة الحواجز الحديدية الممتدة حتى القاعة ووقف ضباط الأمن المركزي بطول تلك الحواجز لمنع دخول الأفراد بطريقة عشوائية. كانت مصر أعلنت قبل أسابيع عن اكتشاف شبكة التجسس تضم إلى جانب المتهم طارق إسرائيليين اثنين هاربين، بالإضافة إلى محاكمة "جمال حسين" المتهم بمحاولة تفجير المعبد اليهودى وسط القاهرة، حيث سيتم محاكمتهما اليوم بمحكمة جنايات أمن الدولة العليا طوارئ. يشارك في عملية تأمين الجلسة حوالي 500 جندي، بالإضافة إلى سيارات الإطفاء وسيارات مصفحة، كما تم وضع حواجز حديدية أمام جميع نوافد المحكمة والأبواب الالكترونية وكاميرات المراقبة أمام القاعات المختلفة، ونشرت الكلاب البوليسية بجميع قاعات المحكمة، خاصة القاعات التي ستشهد الجلسة للبحث عن المفرقعات وسيجوب رجال المباحث جميع طوابق مبني المحكمة. كما جرى نشر رجال القناصة أعلى أسطح العقارات المجاورة لقاعة المحكمة لتأمين وصول المتهمين، وتوزيع البوابات الإلكترونية للكشف عن أى مواد معدنية أو أسلحة والتحفظ عليها لحين الانتهاء من الجلسة. ومن المقرر أن تواجه المحكمة المتهم بالاعترافات التي أدلى بها فى تحقيقات النيابة. وذكرت تقارير أن المتهم أخبر محاميته، أثناء زيارتها له، بأنه سيصر على اعترافه بتورطه في العمل مع "موساد" وسيؤكد أنه هو الذي أبلغ عن نفسه للاستفادة من الاعتراف والحصول على عقوبة أقل، بحسب اعتقاده. كانت تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا،كشفت عن تجنيد "الموساد" للمتهم عن طريق إعلان على الإنترنت، وكلفه بعدد من المهام الخطيرة، منها تجنيد موظفين لديهم خبرة في مجالات الاتصالات في مصر، خاصة في شركات المحمول الثلاث "موبينيل" و"فودافون" و"اتصالات"، برواتب مجزية، وأنه مدهم بالفعل بمعلومات عن موظفين مصريين يصلحون للعمل كجواسيس، ومعلومات أخرى عن سوريين ولبنانيين، وحصل مقابل ذلك على 37 ألف دولار أميركى.