لم تظهر أي تفاصيل بشأن خلفيات حادث إطلاق النار أمس داخل قطار أثناء توقفه بمدينة سمالوط بمحافظة إلمنيا والذي أدى لمصرع مسيحي وإصابة 5 آخرين. لا نعلم هل هو حادث طائفي أم ثأري، لكن الآلة الإعلامية المصرية والدولية ستجتهد في اعتباره طائفيا وستستبق كل التحقيقات في محاولة لإثبات وجهة نظرها. في الصعيد الحوادث الثأرية من هذا النوع كثيرة بين مسلمين ومسلمين، وبين مسلمين ومسيحيين، وحتى بين مسيحيين ومسيحيين. وبالفعل بدأت مبكرا عمليات الربط بين تفجير كنيسة القديسين وحادث سمالوط في التقارير الأولية التي بثتها وسائل الاعلام الأجنبية. وتم وصف المهاجم بأنه شخص مسلح مجهول صعد إلى القطار وبادر باطلاق النار على مجموعة يجلسون بجانب بعضهم. ستستغل الحادثة داخليا وخارجيا وسيوضع الإسلام من جديد كهدف للسهام والصيادين كأنه المسئول عن كل مختل عقليا أو إرهابي أو مجنون مع أن المختلين عقليا والإرهابيين والمجانين موجودون في كل الأديان والطوائف والمذاهب. وسنسمع مزيدا من تهديدات بابا الفاتيكان والرئيس الفرنسي ساركوزي. ولن يسد حنك أي منهما أن تستدعي مصر سفيرتها في الفاتيكان أو تفعل الشيء نفسه مع باريس. المفروض أن نتمتع بقدر من الثقة في إدارة شئوننا وأن نتخلى عن طيبتنا وفزعنا وقلبنا "الرهيف" وندير مصر على أساس أنها شعب واحد.. كله معرض للخطر. وما يؤلم مسلما يشعر به المسيحي والعكس كأنهما جسد واحد. يجب أن يتعامل المسئولون والإعلام وأجهزة التحقيق مع ضحايا حادث القطار على أنهم مصريون وحسب، فلا يتصل الرئيس معزيا البابا شنودة، ولا يطل علينا الزعيم الأونطة عادل إمام طلته البهية ليشعل فتنة طائفية عبر اتهامه للمسلمين والإسلاميين والتطرف والمساجد والمؤذنين وحصة الدين وغير ذلك من مصطلحات كأنه في "التجربة الدانماركية"! هلع الحكومة من اللوبي الداخلي والدولي وتجييش إعلامها ووزرائها ومحافظيها للهجوم على كل ما هو إسلامي، أخطر علينا من القاعدة، وسيغري أجهزة استخبارات دولية وغيرها لمزيد من الأعمال الإرهابية، وستصبح كل عملية جديدة كنزا لمنظمات أقباط الهجر المتطرفة على حساب الأبرياء من المسيحيين. أخطاء التعامل مع تفجير كنيسة القديسين سياسيا وإعلاميا وأمنيا سيرتب علينا فاتورة متضخمة من الخسائر ولو كررناها فيما يتعلق بحادث القطار. [email protected]