احتقر اليونانيون القدماء المرأة فوضعوها مع الأطفال والحيوانات والمجاذيب في مقولة واحدة.. وسارت علي درب الحضارة اليونانية.. الحضارة الرومانية .. حيث اعتبر بولس القديس: أن لمس المرأة شر .. بل وليس لها الحق في المعاشرة الجنسية ! أما شريعة "ما نو" في الهند فلم تكن تعرف للمرأة حقا ً مستقلا ً عن حق أبيها أو زوجها أو ولدها في حالة وفاة الأب أو الزوج .. حيث مكتوب عليها بأن تموت يوم موت زوجها.. بل وأن تحرق معه في موقد واحد !.. ودامت هذه العادة السيئة الشنيعة حتى القرن السابع عشر. ولم تنته هذه الدعوات الآثمة التي تحقر من شأن المرأة وتهضم حقوقها عند هذه الحضارات الغارقة في الظلام.. بل لقد وصل هذا الانحطاط إلي حياة العرب قبل ظهور الإسلام في شبه الجزيرة العربية.. حيث كانوا يؤدون البنت حديثة الولادة حية علي مرآي ومسمع من الجميع دون إنكار ودون رادع أو عقاب تحت دعوي مخافة العار. وقد يستكثر والدها أن ينفق عليها دراهم معدودة في الوقت الذي لا يستكثر هذه النفقات علي جارية مملوكة أو حيوان نافع . يصف القرآن الكريم هذا المشهد الأليم قائلا ً: " وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ َتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلاَ سَاء مَا يَحْكُمُونَ "
هذه الأفعال الآثمة في تعامل المجتمعات القديمة مع المرأة والحط من شأنها وازدراؤها وتحقيرها وتهميشها وحرمانها من المشاركة في صياغة المجتمع وبنائه بالرغم من كونها تمثل جزءً هاماً من تكوينه.. نشأ عنها ردة فعل آثمة تطالب بمساواة المرأة بالرجل في كل شيء.. وكان تطرف لمواجهة تطرف آخر.. متغافلين ومسقطين عن عمد الفوارق البيولوجية بين الرجل والمرأة .
ويا ليت هؤلاء النسوة المتغربات يطالبن بإنصاف المرأة وحقها في صناعة المستقبل وحقها في رعاية صحية آدمية وحقها في التعليم مع توفير النفقات اللازمة لذلك.. بدلاً من تركها صيداً ثميناً للدجالين والمشعوذين يعبثون بعقلها وعرضها . كان الأليق – في ظل هذه الممارسات والتجاوزات الخطيرة اليومية في حق المرأة - أن يطالب هؤلاء بإلزام الدولة أن تمنح المرأة المعيلة والأرملة مرتبات مجدية توفر لهن سبل العيش الكريم وما أكثرهن في المجتمع المصري وهنّ يأكلن الجوع ، ويشربن العطش ، ويفترشن الأرض ، ويلتحفن السماء بحثاً عن خبز يوم وليلة لها ولأطفالها الصغار الذين لا عائل لهم بعد موت الزوج . كان الأليق بهن أن يطالبن بإنصاف المرأة لا بتمكينها من حرية الإجهاض، وحرية ممارسة "الجنس الآمن" من الأمراض خارج العلاقة الزوجية ! فهذه الأفعال إن كانت تتفق مع عادات وتقاليد الغرب فإنها تخالف الشرع والطبع السليم وعادات المجتمع المصري . كان الأليق أن يطلبن من الزوجين أن يعاشر كل منهما الآخر بالمعروف.. لا أن تطالبن بقانون يعاقب الزوج علي اغتصاب زوجته!! كان الأليق بهؤلاء النخب النسوية أن يترفعن عن المطالب الشخصية.. باحثات عن " كوتة " في دستور أو مجلس نيابي أو مجلس محلي .. تاركات " بنات الشوارع " بلا مأوي ولا مسكن ولا طعام ولا عائل .. لا تأمن إحداهن علي عرضها أن يُنتهك في اليوم والليلة أكثر من مرة .
أيتها النخب النسائية لو صدقتن مع أنفسكن لوجدتن أنكن لا تبحثن عن حق المرأة ومحاربة أشكال العنف الواقع عليها وما أكثر أشكال العنف الواقع علي المرأة ولكن تبحثن عن مجدكن الشخصي فقط .. وسيسطر التاريخ أنكن خنتن الأمانة وصنعتن جاهاً كاذباً علي حساب آهات المعذبات وآلام المكلومات من نساء مصر الشريفات العفيفات .
يقول الله تعالي: " يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لاَ يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطاً". " هَاأَنتُمْ هَؤُلاء جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَن يُجَادِلُ اللّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَم مَّن يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً " . نسأل الله أن يصلح أحوال نسائنا ووطننا ويلهم المصلحين والمصلحات والنخب الرشد والصواب والسداد . عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.