في إطار سعيها المتواصل لإبراز عظمة الإسلام وتفرده في كل مجالات الحياة، وإظهار براعة الفنان المسلم في ابتكار وسائل للعمارة والفنون، تتفق مع العقيدة والشريعة، وتهتم بصحة الإنسان، وتنمية جوانبه الروحية والوجدانية، أصدرت رابطة الجامعات الإسلامية مؤخرا موسوعة عن العمارة والفنون الإسلامية، والتي تضم أكثر من سبعين بحثا ودراسة، لنخبة من كبار الباحثين من الكثير من الدول العربية والإسلامية والأوروبية، لتحقيق هذه الأهداف وإبراز عالمية الإسلام وصالحيته لكل زمان ومكان، وقدرة الفنان المسلم على ممارسة الأعمال الفنية والتعايش معها والابتكار فيها واستخدامها بطريقة لا يشوبها الحرمة. وصرح الدكتور جعفر عبد السلام الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية ، أن الحضارة الإسلامية تعد إحدى الحضارات الرائدة بين سلسلة الحضارات الأخرى، وأنها قد أثرت الإنسانية في شتى المجالات المادية والروحية على حد سواء... وأن الإسلام كدين ودولة ونظام حياة تعرض لكل ما يحتاج إليه الإنسان في حياته، من أسس مادية وفكرية ومعنوية، وأنه قد لبى حاجة الإنسان إلى مسكن يعيش فيه ويأوي إليه بعد تعب يوم شاق، وطورها بما يلبى حاجته إلى العبادة والمقتضيات التي تحدث عنها القرآن والسنة المطهرة. وقال: إن الحضارة الإسلامية اهتمت دائما بأماكن العبادة وبالشروط التي يجب أن تتوافر فيها، ومن هنا احتلت عمارة المساجد مكانة مهمة في العمارة الإسلامية، ومن ثم فقد ابتكر الفنان المسلم وسائل للتزيين تبتعد عن التجسيد،كما استخدم أيضا مجموعة من الفنون الأخرى مثل: التوريق. وأشار د. عبد السلام أن الموسوعة استهدفت إظهار براعة الفنان المسلم في ابتكار وسائل للعمارة تتفق مع العقيدة ولا تتعارض مع الشريعة، وبعث الأسلوب الحضاري الإسلامي للفن والحضارة، لكي تسود العمائر والمباني في دولنا الإسلامية ، كما تستهدف إدخال الفن والعمارة الإسلامية في مناهج جامعاتنا الإسلامية لكى تدرس وتبحث وتطور وفقا للأسلوب العلمي الصحيح، وبعث الأصالة والروح الإسلامية في كل علومنا ومنتجاتنا الحضارية، وفقا للتفاصيل ذلك في موقع رابطة الجامعات الإسلامية التالي www.islamicrabta.com جدير بالذكر أن الموسوعة تضم ستة محاور رئيسية، تتناول ارتباط الفن والعمارة بأصول الإسلام، ومناهج دراسات الفنون والعمارة الإسلامية في جامعات العالم العربي، وخصائص العمارة الإسلامية والفنون المكملة، وتأثير العمارة والفنون الإسلامية على الغرب، وبعث الفن والعمارة في حياتنا المعاصرة.