المؤكد أن عمرو خالد حسبها بالورقة والقلم وانتهت الحسبة الي قراره بالموافقة علي القاء محاضرته في دائرة مرشح الحزب الوطني الوزير المحجوب..حسبة عمرو خالد سياسية مائة بالمائة..فلم تكن عاطفية أو انسانية أو مادية..فالداعية الشاب ممنوع من القاء محاضرات مفتوحة مع جماهيره ومحبيه منذ ثمانية أعوام لأسباب متعددة سواء كانت سياسية أو أمنية أو كلاهما معا..فالنظام لايريد ظهور شخصية تتمتع بشعبية كبيرة وربما تخرج عن حظيرة الحكم لذا كان المنع هو الحل. لايوجد قرار رسمي صادر بمنع عمرو خالد لكن اللبيب بالإشارة يفهم..وعمرو ليس لبيبا فقط لكنه ذكي ولماح لذا آثر الصمت ولم يفتح فمه بكلمة هنا أو جملة هناك..حافظ عمرو علي السر سنوات طويلة ولم يتم ضبطه متلبسا بتصريح ضد الحكم أو أحد أجهزته بل ربما كان ينفي أنه ممنوع..لقناعته بأنه سيأتي يوم قريب سوف يتم فيه رفع هذا الحظر عنه..وعندما تأتي تلك الدعوة لعمرو خالد كي يلتقي بجماهيره في محاضرة مفتوحة فلابد أن تأتي عبر بوابة الحكم وأجنحته..يعني حضرتك كنت متصور أن عمرو خالد سيعود للقاء جماهيرة في مؤتمر انتخابي لمرشح إخواني مثلا أو وفدي. يعرف عمرو خالد وقع أقدامه جيدا لذا عندما جاءته الدعوة من الحكم او من الحزب الوطني فإنه قد وافق فورا..لأنه يعلم أن فك الحظر عنه لن يكون الا عبر بوابة الوطني. دعك هنا من الكلام الصادر عن مكتب عمرو خالد بأنه لايشارك في أي نشاط سياسي ونفيه بدعم المحجوب فهذا كله لزوم الدور..ودعك أيضا من نفي المحجوب بأنه لم يدع عمرو خالد لالقاء محاضرته في جمعيته الخيرية..فكلاهما لم يذكرا الحقيقة بأن النظام سمح للداعية الشاب بالعودة لالقاء محاضرته شرط أن تكون ضربة البداية من بوابة الحزب الوطني وعبر احدي الدوائر الانتخابية الساخنة التي ينافس فيها الاخوان مرشح الوطني وهو الوزير المحجوب. المؤكد أن عمرو خالد حسبها ولم تستغرق الحسبة وقتا طويلا فالمسألة محسومة..عاوز تلقي محاضراتك وتلتقي بجماهيرك إذن ادفع بالتي هي أحسن والتي تعني أن يظهر الداعية الشاب عبر بوابة الحكم وحزبه والا فلن تري محاضراته مع الجماهير النور أبدا. كان لابد أن يوافق عمرو خالد فلابديل أمامه حتي لو كان يخرج علي الناس عبر شاشات الفضائيات فهذا لايكفيه..وحتي لو سافر يوميا الي مختلف بلدان العالم كي يري جماهيره ومكانته العالمية فكل هذا كوم ولقاءه بمحبيه وجماهيره من أهله بمصر كوم تاني. ربما تردد عمرو خالد بعض الشيء وربما قال له أحباؤه والمقربون منه أنه سيخسر جزءا من شعبيته..لكنه قال لنفسه ما باليد حيلة..لذا فقد عزم أمره ووافق علي هذا الظهور الانتخابي السياسي ليدشن بذلك أول ظهور سياسي له. هذا هو الوجه الأحدث في مسيرة خالد التي انطلقت منذ عقد ونصف..وظني أن الفترة القادمة ستشهد مفاجآت في مسيرة عمرو ربما بشكل لم يكن يتوقعه بعد أن دخل بقدميه حلبة السياسة عبر بوابة النظام وحزبه الحاكم..من السهل أن تدخل عالم السياسة لكن من الصعب أن تخرج منها..وإذا كان دخول عمرو خالد عالم السياسة والانتخابات قد جري باختياره فالمؤكد أن خروجه من هذا العالم لن يكون باختياره أو حسبما يريد بل سيكون قرار (ناس تانية) ربما لايعرفهم عمرو خالد حتي الآن. السياسة غير الدعوة وإذا اختلطا سويا فإنها تصبح لعبة غير مأمونة العواقب..وهذا هو الذي غاب عن عقل عمرو خالد وهو يتخذ قراره بالدخول الي بوابة السياسة عبر الحزب الحاكم. [email protected]