أرجأت محكمة جنح مستأنف مدينة نصر، نظر الطعن بالاستئناف المقدم من 38 متهما من طلبة جامعة الأزهر، على الحكم الصادر من محكمة أول درجة بمعاقبتهم بالحبس لمدد بلغ مجموعها 18 شهرا مع النفاذ لكل منهم، إثر إدانتهم بارتكاب أحداث التجمهر وإشعال النيران والتعدي على قوات الأمن، التي وقعت بالقرب من النصب التذكاري بمدينة نصر في أكتوبر الماضي - وذلك إلى جلسة الاثنين المقبل للاستماع إلى مرافعة الدفاع عن المتهمين. طالبت هيئة الدفاع عن المتهمين، باستدعاء 10 من ضباط الشرطة الذين تولوا حماية وتأمين جامعة الأزهر، وذلك لسماع أقوالهم حول الواقعة وملابسات ضبط المتهمين.. كما طالب الدفاع بحضور محرري محاضر ضبط المتهمين والتحريات من ضباط الشرطة، لمناقشتهم أمام المحكمة.
وكانت محكمة جنح مدينة نصر "أول درجة" قد سبق وأن أصدرت حكمها في 21 نوفمبر الماضي بإدانة المتهمين، ومعاقبة كل منهم بالحبس لمدة 18 شهرا مع النفاذ.. حيث جاءت تفصيلات الحكم على النحو الآتي: معاقبة المتهمين بالحبس لمدة عام واحد عن تهمة التعدي على موظفين عموميين، والحبس لمدة 6 أشهر عن تهمة التجمهر، وبراءة المتهمين جميعا في تهمة إحداث تلفيات بالجامعة.
وسبق للنيابة العامة أن أسندت إلى المتهمين، ارتكابهم لجرائم التجمهر واستعراض القوة، والإتلاف العمدي للمباني والأملاك والمنشآت العامة المعدة للنفع العام.. حيث أحيلوا جميعا للمحاكمة وهم محبوسون بصفة احتياطية على ذمة التحقيقات والقضية.
وكانت النيابة العامة قد تلقت إخطارا في 20 أكتوبر الماضي من الشرطة بتجمهر مجموعة من طلبة جامعة الأزهر وبعض العناصر الإجرامية بطريق النصر، وقيامهم (المتهمون) بإضرام النيران بنهر الطريق، وإتلاف سيارات المواطنين، وتعدوا على قوات التأمين ورشقوهم بالحجارة، وأحدثوا إصابات ببعض أفراد القوات التي تمكنت من ضبط 40 متهما من بين مرتكبي الأحداث من بينهم حدثان (دون السن القانوني) أحيلا لمحكمة الطفل.
واستمعت النيابة العامة – خلال التحقيقات - إلى شهود الحادث وقامت باستجواب المتهمين، وتبين من معاينة مكان الأحداث وجود تلفيات وآثار الحريق بالطريق العام وبمدخل ونوافذ مبنى جامعة الأزهر وغرفة الأمن الملحقة به وكذا ببعض السيارات التابعة للجامعة.
وكشفت التحقيقات أن مرتكبي الأحداث تجمهروا بالطريق العام في أعداد تربو على 1500 شخص لأكثر من ساعة ونصف الساعة، فطالبتهم قوات الأمن بالعودة إلى حرم الجامعة، واتخذت الإجراءات القانونية لتفرقتهم منعا لتعطيل مصالح المواطنين.. فانصرفوا إلى داخل الجامعة، ثم قذفوا قوات الأمن بالحجارة وأحدثوا إصابات بعض الضباط والجنود، وأضرموا النيران بصناديق القمامة الخاصة بالجامعة، وحطموا أدوات التصوير الخاصة بمراسل إحدى القنوات الفضائية.