أكد وزير الخارجية أحمد أبو الغيط أن تصرفات إسرائيل تثير شكوكا حول إمكانية عقد قمة ناجحة للاتحاد من أجل المتوسط في الموعد المحدد. وقال أبو الغيط في تصريحات له بباريس، إن الاتصالات التي أجراها الخميس في باريس مع الجانبين الفرنسى والأسبانى, وقبلها الجانب العربى, بشأن قمة الاتحاد من أجل المتوسط، أظهرت أن تاريخ 21 نوفمبر/تشرين المقبل الذي كان من المقرر أن تعقد فيه قمة برشلونة أصبح ضاغطا على الموقف,كما أن تصرفات إسرائيل تثير شكوكا حول إمكانية عقد قمة ناجحة في هذا التوقيت. وأوضح أن المشاورات المصرية مع الجانبين الفرنسى والأسبانى كشفت عن احتمالات الاتفاق على موعد آخر لعقد قمة الاتحاد من أجل المتوسط, أو الاتفاق على إطار زمنى لهذا الانعقاد. وأعرب أبو الغيط عن أمله أن تنتهى هذه المشاورات خلال أيام للوصول إلى الموقف النهائى، وهل نمضى في عقد القمة في موعدها, أم يتم تأجيلها لبعض الوقت، مؤكدا أن الاتحاد من أجل المتوسط يصطدم بعقبة التصرفات الإسرائيلية,إلا انه رفض القبول بأن الإتحاد لن تقوم له قائمة مرة أخرى. وفيما يتعلق بعملية السلام في الشرق الأوسط، قال أحمد أبو الغيط وزير الخارجية إن هناك جهدا مصريا تم في الولاياتالمتحدة واستهدف أولا التعرف على الرؤية الأمريكية في مواجهة التعنت الاسرائيلى وما وصل إليه الجهد الأمريكى والتوقعات الأمريكية للفترة القريبة القادمة. وأشار أبو الغيط إلى انه استمع في واشنطن إلى ما تفعله الولاياتالمتحدة وما تسعى إلى تحقيقه والإطار الزمنى الذي تتصور أنها قادرة على تحقيق هذا المسعى خلاله وإقناع الأطراف بالعودة إلى المفاوضات من خلال وقف الاستيطان الاسرائيلى على الأرض الفلسطينية وبحيث لا يكون وقف الاستيطان ضيقا أو محكوما بإطار زمنى لمدة شهر أو اثنين أو ثلاثة وإنما يكون مفتوح المدى خلال فترة المفاوضات خلال العام الذي تحدث عنه الرئيس الأمريكى للوصول إلى إقامة الدولة الفلسطينية في خلال هذا العام. وأضاف أنه إذا ما فشلت الولاياتالمتحدة في تحقيق هدفها,فهناك أفكار أخرى مصرية تطرح على الجانب الأمريكى, تتحدث عن وضع رؤية أمريكية واضحة مدعومة من اللجنة الرباعية الدولية ومن الأممالمتحدة تضع نهاية للطريق الحالى وتضع العناصر الأساسية الحاكمة للتسوية,ثم تدعو الولاياتالمتحدة الأطراف للتفاوض استنادا على هذه الأسس المقبولة إسرائيليا وفلسطينيا. وقال أبو الغيط انه إذا ما رفض أحد الأطراف هذه الرؤية الأمريكية المتكاملة, فإن التجربة أثبتت تاريخيا منذ المفاوضات بين مصر وإسرائيل أنه عندما تتعقد الأمور ولا تنجح الأطراف في التفاوض فإنه يتعين أن تقوم الولاياتالمتحدة بفرض هذه الرؤية,وإذا واصل الطرف الاسرائيلى المراوغة يكون المتاح عربيا وإقليميا ودوليا هو التحرك نحو الخيارات الأخرى وهو الأممالمتحدة. وحول الملف السودانى,قال أحمد أبو الغيط وزير الخارجية إن مصر ترى أن الاستفتاء يجب أن يتم، ولكن يجب قبله إنهاء كل المشاكل المعلقة بين الطرفين وإلا فإنه في حالة إقرار أهل الجنوب الانفصال, فإن هذه المشاكل ستكون مطروحة على مائدة المفاوضات بين طرفين مستقلين ودولتين وليس دولة واحدة,مما يؤدى إلى تصعيب المسائل. وأشار إلى أنه من هذا المنطلق فإن مصر تدعو السودانيين إلى اسراع الخطى للوصول إلى تسوية لكافة المشاكل قبل إجراء الاستفتاء لكى يحصنوا أنفسهم ويحلوا مشاكلهم، أما إذا رأوا أنهم لن يستطيعوا إنهاء كافة المشاكل قبل الاستفتاء, فعليهم البحث في وسائل جديدة توفر ضمانات لهم ولبلادهم ولشعبهم ولقبائلهم من أن تقع صدامات فيما بينهم، وهو ما يقتضى التوافق على الشكل الذي يمكن أن تكون عليه العلاقة بين الشمال والجنوب. وأوضح أبو الغيط أن مصر تطرح هنا فكرة الاتفاق على إقامة كونفيدرالية تحقق هذا الاستقرار وتجاوز المشاكل في الفترة التالية للاستفتاء خلال عام أو اثنين وخمسة، محذرا من أن التجارب أثبتت أن الدول التي تنفصل ويكون بينها مشاكل ينتهى بها الأمر إلى الاقتتال..ومن هنا فإن مصر تدعو السودانيين إلى التفكير في ايجاد مخارج سياسية تضمن أمن الشعوب والقبائل. وفيما يتعلق بالشأن اللبنانى, دعا أحمد أبو الغيط حزب الله وباقى الأطراف اللبنانية إلى أن تعمل بموضوعية ومنطق ومن دون تهديدات لطرف آخر,ومن خلال العمل المشترك والولاء للبنان ومستقبلها. وأكد أبو الغيط تمسك مصر والولاياتالمتحدة وفرنسا بالمحكمة الدولية الخاصة بلبنان, مشيرا إلى أن أى طرف لا يستطيع رفض المحكمة,التي صدر بها قرار من مجلس الأمن الدولى في إطار الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة للبحث في جريمة اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريرى وعشرات من الاغتيالات السياسية الأخرى.ولفت إلى أن إنشاء هذه المحكمة هو الذي أدى إلى وقف الاغتيالات في لبنان. وناشد وزير الخارجية الأطراف اللبنانية إلى التعامل بموضوعية وتعقل، لافتا إلى انه لا يمكن لأى طرف أن يتصرف على الأرض بدون رادع, حيث أن هناك وسائل في القانون الدولى قادرة على وقف أى طرف يتصور انه قادر على زعزعة الموقف. ودعا أبو الغيط اللبنانيين إلى التنبه إلى أن هناك حاليا لحظة تاريخية فاصلة, ومن يتخذ خطوات خاطئة سيؤدى ذلك إلى دفع أهل لبنان للثمن, مشيرا إلى أن التاريخ سيكشف من هو المسئول عن الخطأ.