هذا هو الوصف الأمثل للجمهورية الثالثة عقب النجاح المؤقت الذى أحرزته الثورة المضادة بانقلاب 3-7 واستيلاء الجيش على السلطة،فقد بدأت معركة جديدة أو لنقل مدعكة جديدة ولكنها الآن بين مؤسسات دولة مبارك على تقسيم النوايب وتقطيع الهبر،فمصر الآن يتم تقسيمها ليس تقسيما جغرافيا ولا اقليميا ولكن تقسيما"نوايبيا"من "النوايب"،ولأن هناك قاعدة دستورية تقول"الغايب مالوش نايب"،فقد تم تغييب الشعب عن الساحة اكتفاء بالتفويض الصادرعنه لتتم القسمة فى غيبته،فتحول الصراع السياسى والفكرى الى صراع"هبراوى"نسبة الى هبر يهبر هبرا،وتمت القسمة بين المؤسسات السيادية الثلاثة على الترتيب الآتى:الجيش..الشرطة..القضاء،بنظام"أصدرنى وأورك نفسك واعط الغشيم الأجنح"أيضا بذات الترتيب السابق،وعندما هتف حزب النور:طيب وأنا؟! قيل له على رأى المثل"اللى نايبه عضم يقرقشه"،وكله مش بس بالقانون ولكن بالدستور يا معلم ، فالسيسى خد نايبه بضمان البقاء فى منصبه لثمانى سنوات فى حالة فشله فى الاستيلاء على الهبرة الكبيرة،وقيادات الجيش ضمنت نصيبها من الذبيحة باستمرار سيطرتها على ما تحت يدها من شركات ومصانع ومزارع ودهب وياقوت ومرجان احمدك يارب ،دون أن ينكد عليهم أى جهاز أو مؤسسة منتخبة حشرية تضع مناخيرها فى اللى ملهاش فيه بحجة الرقابة والمحاسبة والكلام الفاضى ده.والكنيسة ضمنت ليس فقط الاحتفاظ بالمادة الثالثة الخاصة بتحاكمهم الى شرائعهم، ولكن حق كل اصحاب الديانات فى التحاكم الى شرائعهم وبناء معابدهم سواء كانت دياناتهم سماوية أو وثنية، يعنى مش بعيد أن يرجع الينا هبل واللات والعزى بعد طول غياب،بل أيضا نجحت بالتعاون مع قوى الفلول فى طمس كل ما يمت للثورة أو الهوية الاسلامية بصلة،ويقوم الآن مصطفى كامل بتلحين نشيد"نحن غرابا عك عك"ليكون النشيد الوطنى جنبا الى جنب مع "تسلم الأيادى"،وتسعى الكنيسة الآن لضمان نص يؤمن كوتة ثابتة للأقباط فى البرلمان،هذا وإلا ... وكلنا عارفين لما الكنيسة تتوعد وتغضب خاصة مع سلطة ضعيفة متهالكة تستجدى الاعتراف بها والرضا عنها، لا تملك الا أن تقول: ياابونا أمرك ..أمرك ياابونا . والقضاة الآن تجرى بينهم معركة" داحس والغبراء" فى اقتسام نايبهم، فالخناقة الدائرة بين مجلس الدولة والنيابة الادارية حول سلطة التأديب،هل يتم منحها للنيابة الادارية أم تبقى من نايب مجلس الدولة كما كانت من قبل، النيابة الادارية تريد لهطة سلطة اضافية الى سلطاتها الضعيفة التى لا تسمن ولا تغنى من جوع ، فى حين رفع مجلس الدولة شعار"عض قلبى ولا تعض رغيفى".المؤسف أن المعركة بلغت بين الفريقين من الإسفاف حد صدور قرار من نادى أعضاء النيابة الادارية بمنع دخول قضاة مجلس الدولة للنادى،يعنى بصريح العبارة كل قاضى يلعب قدام ناديه. فالقبيلة القضائية لم تعد على قلب رجل واحد بل انقسمت الى عشائر متنافسة محدش منهم طايق التانى .فعندما تم اختيار المستشارمحمد أمين المهدى وزيرا للعدل اعترض نادى القضاة بشدة بحجة أن المهدى ينتمى الى قبيلة مستشارى مجلس الدولة وليس قبيلة القضاء العادى،وأن منصب وزير العدل هو من نايب القضاء العادى، وتقديرا للدور التاريخى الذى لعبه مجلس ادارة نادى القضاة فى الانقلاب على الرئيس الشرعى ،تم تعديل القرار واختيار احد مستشارى القضاء العادى السابقين وزيرا للعدل،ولكن بقيت مشكلة تواجه الانقلابيين ،ان المستشار المهدى تم تعشيمه بمنصب وزير العدل والراجل استعد للموضوع،وقد بلغ من الكبر عتيا،ويمكن لو تم ابلاغه بان الوزارة ضاعت منه يطب ساكت،هذا فضلا عن أن ذلك سيجر غضب أبناء عشيرته من قضاة مجلس الدولة،فاخترعوا له وزارة جديدة سموها وزارة العدالة الانتقالية وحطوه فيها،فقبلها بكل ترحاب فهى وزارة لا عمل لها ،والراجل مافيهوش جهد للشغل وتعب القلب، فرشق فى أم هذه المصلحة طالما فيها منصب وزارى و قبض آخر الشهر فلا باس . لو استمر الحال على هذا النحو فلا أظن أننا سنكون بحاجة الى رئيس منتخب أو برلمان ، فكل مؤسسة ستختار وزيرها من باب الحفاظ على مؤسسات الدولة من تسلل الاخوان اليها،كما قال المتحدث باسم لجنة الخمسين فى تبرير تحصين منصب وزير الدفاع،وبالمرة تضع القوانين التى تحكم عمل المؤسسة حفاظا على الأمن القومى وتقاليد القبيلة،ولن يكون للرئيس القادم دور أو عمل سوى أن يضع بصمة خاتم شعار الجمهورية على قرار تعيين الوزراء ورؤساء المؤسسات،بعد أن يتم اختيارهم من قبل عشائرهم وقبائلهم،بالإضافة الى القيام بجولات خارجية لدول الخليج كلما ضاق بنا الحال لطلب الدعم ،تتبعها جولات أخرى لنفس الدول لتقديم الشكر على ما قدمته من دعم ،لذلك فأنا أناشد المستشار عدلى منصورمراجعة قراره الذى أعلنه فى أثناء زيارته للكويت بأنه لا ينوى الترشح لمنصب رئاسة الجمهورية فأنت رجل المرحلة القادمة ، وأقول له :علشان خاطرى لو لى خاطر عندك اترشح،روح ياشيخ انشالله لو ما ترشحتش تعدم السيسى والببلاوى ومحمد ابراهيم فى يوم واحد.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.