احتفل رموز الفكر والثقافة بالمفكر الإسلامي الكبير الدكتور محمد عمارة في احتفالية بنقابة الصحفيين مساء الثلاثاء، نظمها مركز الإعلام العربي، تحت عنوان "محمد عمارة مفكر الوسطية والتجديد"، ضمن سلسلة "رموز في دائرة الضوء". وعرض المستشار طارق البشري، النائب الأول لرئيس مجلس الدولة الأسبق خلال كلمة ألقاها لمنهج الدكتور عمارة في الوسطية وتدقيقه وتحقيقه في كتاباته، لافتا إلى أن المدرسة التي ينتمي إليها في الوسطية هي ذات المدرسة التي كان عليها المفكر الراحل عادل حسين رئيس تحرير جريدة "الشعب" مع اختلاف البنية الثقافية والخبرات العملية لكل منهما. وأشاد البشري بالإسهامات الفكرية التي قدمها خلال مشواره الطويل، وقال: "الدكتور محمد عمارة ممكن تسميته بمؤسسة محمد عمارة وليس الدكتور عمارة، نظرا لأن ما قام به في محال الفكر الإسلامي تعجز مؤسسة بأكملها عن القيام به". من جانبها، أثنت الدكتورة نادية مصطفى رئيس قسم العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة على منهجية الفكر والعلم لدى المفكر الكبير التي اعتبرت أن غيابها من الأمة هو الأزمة، باعتبارها قضية حيوية، حيث أن أزمة الأمة لا تتمثل في أزمة موارد بقدر ما تتمثل في غياب المنهجية في الفكر والعلم. ووصفت الدكتور عمارة بأنه يمثل قوة الحق وحق القوة وتميز بتعددية روافده الفكرية والاهتمام بمصادر لمعلومات، وكذلك اهتمامه بالمفاهيم المقارنة في تناول القضايا للمساعدة في تخلصينا من أزمتنا الفكرية، كما أنه يقدم الأبعاد والمقارنة في القضية الواحدة، وبالتالي لم يكن الغرب سواء لديه. من ناحيته، استنكر الدكتور أحمد كمال أبو المجد وزير الإعلام الأسبق، ونائب رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان سابقا استسهال البعض في التخلي عن ثوابته والاتجاه إلى العولمة، وقال "أصبنا بالسيئتين: سيئة الجمود وسيئة الانفلات، وفي ظل الأزمات نكون بحاجة إلى الحكماء". وقال الدكتور عبد الحليم عويس أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية بجامعة الأزهر "لقد واجه الدكتور عمارة التيارات المعاصرة بقوة وعلم، وهي التيارات التي أرادوا أن يخدعونا بها وهي في حقيقتها لا شيء". وأعلن الدكتور محمد المختار المهدي رئيس الجمعية الإسلامية عن قرار مجلس الإدارة ترشيح الدكتور محمد عمارة لنيل جائزة الملك فيصل العالمية، نظرا لتقدير الجمعية لجهوده واعتبره أجدر من يستحق الجائزة منذ زمن بعيد. وأشاد المفكر الإسلامي الدكتور جابر قميحة بقدرة الدكتور عمارة في الجمع بين الآداب المكتوبة من خلال دراساته وأبحاثه والأداء المنطوق من خلال محاضراته. وأشارت الدكتور آمنة نصير أستاذة العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر إلى ان إنتاج الدكتور عمارة "يذكرني بشيخي الموسوعي في القرن السادس الهجري كمال الدين أبي الفرج بن الجوزي"، وأوصت الدكتور عمارة بتقديم مؤلفاته في قائمة للجيل الحالي والأجيال التالية للاستفادة من المنهج والعلم.