انطلقت فعاليات الدورة السادسة لبانوراما السينما الأوروبية ، بسينما جالاكسي بالقاهرة ، مساء اليوم /الأربعاء/ ، وسط حشد من النجوم والدبلوماسيين الأوروبيين والعرب ، حيث عرض في الافتتاح الفيلم النرويجي - الإنجليزي "كون تيكي". وقالت ماريان خوري، مؤسسة البانوراما، في كلمة لها خلال حفل الافتتاح، إن هذا الحدث السينمائي الهام نجح في الصمود رغم الصعوبات التي واجهها وحالة عدم الاستقرار، مشيرة إلى أن هذه الدورة ستشهد زيادة في عدد العروض لتصل إلى أكثر من خمسين فيلما تقدم في ثلاثة أماكن مختلفة وعلى فترة أطول وهي عشرة أيام. وأهدت الدورة الحالية إلى روح الناقد السينمائي الراحل رفيق الصبان الذي لعب دورا هاما في إدارة العديد من ندوات البانوراما منذ دورتها الأولى في 2004. وأضافت ماريان : نؤمن بأن السينما يجب أن تظل عنصرا أساسيا من مكونات النسيج الثقافي للمجتمع المصري، خاصة في الظروف السياسية الصعبة، حيث تعد وسيلة للتعبير عن الرأي وأحد أشكال فنون المقاومة، موضحة أنها حرصت على توزيع أماكن العرض جغرافيا لتيسير سهولة وصول الجمهور إليها ولتلبية إحتياجات مختلف الفئات السكانية فى مدينة القاهرة، كما حرصت على أن تكون التذاكر بأسعار ميسرة للجمهور. وتطرقت ماريان خوري إلى الأقسام الجديدة ، التي ستشهدها الدورة السادسة ، حيث قالت إنه إضافة إلى القسم الأوروبي ، وهو الركيزة الأساسية للبانوراما ، فقد أولينا إهتماما كبيرا لجيل صاعد من المخرجين الأجانب ليشاركوا خبراتهم مع الجمهور ويتفاعلوا مع صناع السينما المصريين، و إضافة لذلك، نقوم بتشجيع شباب اليوم على رؤية العمل السينمائي بمنظور جديد ومشاهدة الأفلام كأداة للتعليم. ومضت ماريان قائلة: كما نقوم بتنظيم مؤتمرا يتناول هذا الموضوع، آملين فى أن يسهم فى تعزيز قيمة التفتح الثقافي والحوار البناء وخلق موجة جديدة من المواهب المتحررة فكريا. ووصفت المخرجة والمنتجة ماريان خوري الدورة الحالية بأنه "ثمرة جهود مكثفة لفريق عمل شاب عاشق للسينما وشغوف لرؤية مصر وهى تسير فى طريق التقدم والإنفتاح". وأشارت إلى أنها ستشهد كذلك عرض أفلام مستقلة وأفلام لم يصل إليها مقص الرقابة، وهو نضال حقيقي للحصول على فضاء يرحب ويستحسن الأصوات والأفكار غير التقليدية بدلا من أن ينبذها. كما أعلنت عن اطلاق مبادرة جديدة بعنوان "زاوية" مع بداية العام المقبل، وتتبنى "زاوية" إستراتيجية توزيع تجاري للأفلام التى ليس لها مكان فى السوق المحلي كخطوة أولى فى سبيل الحفاظ على ثراء الأفكار و تنوع الخيارات كأحد الثوابت التى اكتسبها الجمهور المتعطش للتغيير. وعقب كلمة ماريان في حفل الافتتاح بدأ عرض الفيلم النرويجي - الإنجليزي المشترك "كون تيكي"، والفيلم إنتاج عام 2012 وإخراج جواكيم رونينج، إسبن ساندبرج، وبطولة كل من بال سفير هاجن، أندرس باسمو كرستنسن، توبياس سانتلمان، جوستاف سكارسجارد. مدة الفيلم 118 دقيقة، وتدور أحداثه حول عندما يطرح "ثور هايردال" نظرية فحواها أن سكان بولينيزيا الأصليين جاءوا من الأمريكتين وليس من آسيا تقابل أفكاره بالرفض من قبل العلماء، ولكنه يصمم على إثبات أن رحلة المحيط الهادي ممكنة فيقوم ببناء طوف من الخشب الخفيف ويطلق عليه اسم "كون- تيكي"، ويقوم بالإبحار إلى بولينيزيا مع خمسة من رفاقه من بيرو. وحصل الفيلم على جائزة أفضل فيلم ناطق بلغة أجنبية فى مهرجان "بالم سبرنجز" السينمائي الدولي 2013، ورشح لجائزة الأوسكار أفضل فيلم أجنبي 2013، كما رشح لجائزة الجولدن جلوب لأفضل فيلم أجنبي 2013. وتشهد الدورة الحالية تواجدا كبيرا للسينما المصرية من خلال عرض 9 أفلام، اثنين روائيين طويلين، واثنين تسجيليين، والباقي روائي قصير. ومن بين الأفلام المصرية التي ستعرض "فيلا 69"، والذي حصل على جائزة خاصة في فئة آفاق من مهرجان أبو ظبي السينمائي في دورته الأخيرة، وهو سيناريو محمد الحاج وإخراج أيتن أمين وبطولة كل من خالد أبو النجا ولبلبة وأروى جودة. ويعرض أيضا فيلم "الخروج للنهار"، الذي حصد العديد من الجوائز في مهرجانات أبو ظبي ووهران وأخيرا مهرجان الاسكندرية، والفيلم إخراج هالة لطفي. وكذلك الفيلم الوثائقي "الميدان" للمخرجة جيهان نجيم، والذي حاز على العديد من الجوائز في مهرجانات عالمية كبرى. وكانت البانوراما قد أطلقت موقعها الجديد الخاص بها والذي تسعى من خلاله للتواصل مع جمهورها وتقديم كل المعلومات التي يحتاجونها لهم من خلاله منذ عدة أيام. الدورة ستستمر على مدار 10 أيام، حيث تختتم فعاليتها يوم 7 ديسمبر المقبل بقاعات عرض جالاكسي بالمنيل وستارز بهليوبليس وبلازا بالشيخ زايد. وتتميز هذه الدورة ايضا بكثرة الضيوف واختلاف نوعياتهم فمنهم المخرج والممثل الفلسطيني محمد بكري ، والمخرجة الفرنسية كلير دينيس المولودة فى باريس ، والسيناريست الفرنسية سيلفيت بوردو ذات الخبرة الطويلة.