في تقرير حول محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي، لم تجد قناة dw الألمانية، سوى كلمات "جاسوس أم بطل"، كوصفين موجزين لخصت بهما الانقسام في مصر بشأن وقوف أول رئيس مدني منتخب في مصر خلف القطبان. وقالت القناة الألمانية، في تقرير على موقعها الإلكتروني الناطق باللغة العربية، إن يوم المحاكمة، الموافق غد الاثنين، مرجح أن يكون المواجهة التالية بين الإخوان المسلمين والحكومة الانتقالية التي يدعمها الجيش. وبدأ التقرير بالقول: لم يتصور أحد في مصر أن البلد التي طالما مجدت حكامها سيأتي لها اليوم التي تضعهم فيها خلف القضبان.. محاكمة الرئيس الأسبق حسني مبارك أطلق عليها في حينها محاكمة القرن، تلك المحاكمة كانت لقتل المتظاهرين أثناء ثورة 25 يناير 2011 لكن البعض يرى أن التهم الموجهة حاليا لمرسي تجعل من محاكمته بالفعل محاكمة تاريخية أجدر بأن تحمل لقب "محاكمة القرن". فالرئيس الذي دخل تاريخ مصر كأول رئيس مدني منتخب، سيدخل التاريخ مجددًا كأول رئيس مصري وعربي يحاكم بتهمة التخابر لصالح جهات أجنبية، بالإضافة لمحاكمته بتهمة التحريض على قتل المتظاهرين أمام قصر الاتحادية، والتي من المقرر لها أن تبدأ أولى جلسات المحاكمة فيها في الرابع من هذا الشهر (4/11/2013). مؤيدو 30 يونيه يطالبون بأقصى عقوبة ل"الرئيس الجاسوس" الموظف حسام أحمد يعلق على محاكمة مرسي بتهمة التحريض على قتل المتظاهرين أمام قصر الاتحادية، بقوله: "مرسي لم يختلف عن مبارك لذا كان مصيرهم واحدًا"، وأضاف: "كلاهما تخيل أن جماعته باستطاعتها إسكات صوت الحق والحرية بالقوة لكن كلاهما فشل". لكن رغم ذلك يخشى أحمد أن تفشل المحكمة في إثبات هذه التهمة على مرسي. "نفس التهمة وجهت لمبارك وأدخلتنا في متاهات بسبب عدم وجود أدلة واضحة". لم يكن الشعب المصري ليسمح بأن يحكمه "رئيس جاسوس"، حسب رأي العامل صلاح إسماعيل الذي صرح به لDW عربية، الذي استبق الحكم على الرئيس المعزول ويبدو أنه يؤمن تمامًا أن الحكم النهائي سيكون بإدانته. وتابع: "لقد كان مرسي عميلًا داخل مؤسسة الرئاسة وهو ومكتب الإرشاد باعوا البلد وسيأخذون عقابهم بإذن الله.. أتمنى أن ينال مرسي أقصى عقوبة أي الإعدام جزاء الخيانة". "البطل" مرسى يواجه "تهمًا ملفقة ومحاكمة مسيسة" إسلام رضا يقول وفق التقرير: التهم الموجهة لمرسي غير منطقية وملفقة.. منطقيًا إذا ما كان هناك أدلة وبراهين على التخابر فعقوبتها الإعدام أما إذا لم يحكم عليه بذلك إذن فهو اعتراف ضمني بتلفيق القضية. وعلى الجانب الآخر، اعتبر إسلام رضا، صاحب مكتبة ومقهى ومؤيد لحركة رابعة، أن التهم الموجهة لمرسي غير منطقية وملفقة.. "هم (السلطة الحاكمة) لم يجدوا ما يحاكمون مرسي عليه خلال سنة حكمه لذا اختلقوا له تلك التهم"، متوقعًا أن تسيس المحاكمة وأن تتدخل السلطة الحالية في قرار المحكمة والحكم الصادر منها. وفي نفس المسار كان رأي سائق الأجرة عمرو جلال، الذي أبدى تعجبه من التهم الموجهة لمرسي، متسائلًا: أين كانت تهمة التخابر قبل توليه الرئاسة أو خلال فترة رئاسته؟". واتهم جلال السلطة الحالية بتلفيق التهم لمرسي وأعضاء جماعته معتبرًا المحاكمة سياسية موجهة، ويضيف: "الحكم سيخرج كما يريده قيادات البلد فهم من لفقوا القضية وهم من سيحكمون فيها".