قالت صحيفة الجلوبال بوست الأمريكية أن احتمال تمكن الدكتور البرادعي من إقناع جميع الأحزاب المختلفة بمقاطعة الإنتخابات يبدو ضعيفاً، مشيرة إلى أن محاولة البرادعي القيام بذلك قد تجعله يتسبب في إحداث المزيد من الشروخ في المعارضة المنقسمة بالفعل، قبل موعد الإنتخابات الرئاسية في عام 2011. و أكدت الصحيفة أن أي تحالف واسع للمعارضة في مصر يجب أن يضم أيضاً الإخوان المسلمين، مضيفة أنه على الرغم من أن جماعة الإخوان المسلمين قامت بمساعدة البرادعي في جمع أكثر من 700 ألف توقيع على عريضة من أجل التغيير الدستوري في مصر، إلا أن الجماعة تمتلك أجندتها و أيديولوجيتها الخاصة و التي قد تتعارض مع شخصية ليبرالية و علمانية مثل البرادعي. و نقلت الصحيفة عن ناثان براون، أستاذ العلوم السياسية بجامعة جورج واشنطن، قوله أن الليبراليين أو العلمانيين قد تكون لديهم أفكار و إحترام دولي إلا أنهم لا يملكون أتباع، في حين تمتلك جماعة الإخوان المسلمين أعدادا كبيرة من الأتباع و لكنها تفتقد الأشياء الأخرى. و أكد الخبراء و الأكاديميون على أن البرادعي سيواجه مهمة صعبة –إن لم تكن مستحيلة- لضم الفصائل السياسية المختلفة في البلاد في جبهة موحدة بحلول نوفمبر القادم، بحسب الصحيفة. حيث يرى وليد قزيحة، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية في القاهرة، أن البرادعي قد يتمكن من إحداث تأثير جزئي في الإنتخابات البرلمانية، إلا أنه لن يكون قادراً على قيادة مقاطعة تامة من كافة أحزاب المعارضة. في حين ترى الصحيفة أن جزءا من مشكلة البرادعي تكمن في إبتعاد الناخبين عن المشاركة السياسية فبعد سنوات من سيطرة حزب واحد على الحكم أصبح الناخبون و المعارضة يشعرون بخيبة أمل من العملية السياسية بأكملها. كما أن بعض جماعات المعارضة تعتقد أن المقاطعة قد تضر حركة الإصلاح، و أن المشاركة قد تكون أكثر فعالية. إلا أن بعض المحللين، و الذين يعتقدون أيضاً بأن البرادعي لا يستطيع تحقيق المقاطعة الشاملة، يرون أن موقفه على الصعيد الدولي يمكنه أن يساعد على الأقل في لفت الإنتباه إلى جهود الإصلاح في البلاد، بحسب الصحيفة.