موشيه آرنس: في 18 يومًا وصلنا للكيلو 101 وطوقنا الجيش الثالث.. فوزنا أنهى الحروب المتكررة ضدنا بدءًا من 1948 في ظل موجات الكتب والمقالات والدراسات والوثائق والأفلام الإسرائيلية المتوالية عن هزيمة إسرائيل في حرب أكتوبر 1973، طالب موشيه آرنس الوزير الإسرائيلي الأسبق صناع الأفلام ومؤلفي الدراسات والكتب بعدم تذكير الإسرائيليين بالأخطاء التي أدت للهزيمة في تلك الحرب. وتحت عنوان "إسرائيل فازت في حرب يوم الغفران" تساءل أرنس في مقال نشرته صحيفة "هاآرتس: " "هل كان من الممكن إجهاض حرب يوم الغفران، هل فقد 2700 قتيل إسرائيل في المعارك مع مصر وسوريا حياتهم هباء؟"، مجيبًا عن ذلك بالقول "من خلال الكتب والمقالات والأفلام الوثائقية التي ظهرت عن الذكرى الأربعين للحرب يمكننا أن نستنتج أنه لو كانت رئيسة الوزراء السابق جولدا مائير قد استمعت وأنصتت أكثر لمحاولات الرئيس أنور السادات عقد السلام مع إسرائيل قبل 73، لكان الرئيس المصري ونظيره السوري الأسبق حافظ الأسد قد تخلصا من خططهما العسكرية الخاصة بالحرب لكن هذا غير صحيح؛ فالحروب كانت ستستمر حتى لو قبلنا بالسلام". وأضاف "40 عامًا مرت منذ الحرب، ومازلنا نسأل نفس التساؤلات ويبدو أننا سنستمر نفعل نفس الأمر للأبد، ولن نتوقف عن فحص الأخطاء الكثيرة التي اقترفناها، لكن بالرغم من ذلك علينا ألا نتجاهل أن إسرائيل انتصرت انتصارا كبيرا في تلك الحرب، ففي 18 يوما وصل الجيش الإسرائيلي إلى الكيلو 101 من القاهرة، وتم تطويق الجيش الثالث، أما دمشق فكانت في مدى مدافع إسرائيل، والأهم من كل هذا هو أن الصورة العامة وهو أن جيش إسرائيل أوضح بشكل لا يقبل تأويلا أن أي تحالف لجيوش عربية لن يقدر عليه، الأمر الذي عزز قوة الردع الإسرائيلية، وهو الردع القائم منذ 40 عاما ويمكننا الافتراض أنه سيستمر لسنوات عدة". وأشار إلى أن "هناك أخطاء تحدث في كل الحروب، حتى المنتصرين يقترفون إياها، لقد قامت إسرائيل بأخطاء عديدة في حرب يوم الغفران، وصانعو الأفلام الوثائقية يلقون بالملح على جراحنا عندما يقررون التذكير بتلك الأخطاء، في الحرب العالمية الثانية ارتكب الأمريكيون أخطاء كثيرة، أكثر من أن تحصى، لكن النتيجة النهائية كانت الانتصار وكذلك إسرائيل فازت في حرب 73 رغم الأخطاء". وقال "لن تجد أمريكيا يقول لك إن الحرب العالمية الثانية كانت حربا لم يكن على واشنطن خوضها، فانتصار الحلفاء وضع نهاية لتوسع ألمانيا النازية واليابان، والمعارك التي زلزلت أوروبا على مدار سنوات طوال، وكذلك هو الحال بالنسبة لإسرائيل وحرب يوم الغفران، فقد وضع انتصار تل أبيب فيها نهاية للحروب المتكررة التي أعلنتها تحالفات جيوش عربية على إسرائيل بدءا من ال 15 من مايو 1948، ولولا فوزنا هذا كانت دائرة الحروب لتستمر، بغض النظر عما إذا كانت جولدا مائير ستوافق أو ترفض طلب السادات بالسلام قبل 73". وأوضح "لو كانت مائير قد استجابت لطلب الرئيس المصري الأسبق وعادت إلى حدود وقف إطلاق النار عام 1949 وسحب القوات الإسرائيلية من شبه جزيرة سيناء ومن هضبة الجولان والضفة الغربية، لو كانت فعلت هذا لتشجعت الدول العربية على الاستمرار في مهاجمة إسرائيل، لهذا كان انتصارنا في حرب يوم الغفران حاسما كي تبقي تل أبيب على قيد الحياة، هذه الحرب لم يكن هناك مفر منها".