بعد واقعة زعمت فيها الصحف أن مرتضى منصور رئيس نادي الزمالك تهجم على أعضاء مجلس إدارة النادي الأهلي عقب هجوم جمهور النادي الأهلي خلال مباراة الكأس بين الفريقين أعلن رئيس جهاز الرياضة أنه سوف يتخذ إجراءات رادعة للحفاظ على هيبة الدولة التي هي فيما يبدو من هيبة النادي الأهلي أو لأن الهجوم المزعوم حدث في مكان مقدس عند المؤمنين بجميع الأديان هو مقصورة كبار الزوار باستاد القاهرة أو لأن الهجوم المزعوم حدث أمام الدولة نفسها ممثلة برئيس جهاز الرياضة أيا كان الحال فمن الأفضل أن يحاول رئيس جهاز الرياضة (طالما أنه الوحيد الذي تصدى للدفاع عن هيبة الدولة) أن يتجه إلى مجالات أخرى غير مرتضى منصور للحفاظ على هذه الهيبة المسكينة وهناك أمامه عشرات إن لم يكن آلاف المجالات والمواقف وفي مثل هذا فليتنافس المتنافسون. مطلوب منه أن يسافر إلى الشقيقة الكبرى المجاورة ليحقق في مقتل جنديي الأمن المركزي على يد جيش الدفاع البطل ومطلوب منه أن يسافر إلى الشقيقة الأكبر في الغرب لكي يحقق مع حوالي مائتي نائب في مجلس النواب جرأوا أن يردوا طلب مصر للحصول على المعونة السنوية وهاجموا الدولة وأضاعوا هيبتها بين الأممالأمريكية. ومطلوب منه أن يسافر إلى الشقيقة الصغرى وسط البلد ليحقق في التعدي على القضاة في قارعة الطريق وهو كذلك يمس هيبة الدولة لأن القضاء من أهم مؤسسات الدولة (إن كان يفهم الدولة بمعنى أنها المعبر عن الشعب وليس عن الحكام) ومطلوب منه أن يسافر قليلا إلى جنوب وسط البلد ليحقق في وقائع الثراء الفاحش والاحتكار واستغلال النفوذ والمضاربة في البورصة والتي أثيرت في مجلس الشعب لكن المجلس أغلقها بعد فتح التحقيق فيها خلال ساعات محدودة رغم أنه ليس جهة اختصاص في هذا الأمر. وإذا كانت الصحف الرسمية قد زعمت أن مرتضى منصور (هو الآخر) رفع حذاءه على مجلس إدارة الأهلي المقدس ورأى صاحب جهاز الرياضة أن هذه ضربة لهيبة الدولة فلماذا لا يمد تحقيقه إلى حادثة حذاء طلعت السادات المزعومة أم أن هذه الأخيرة لا علاقة لها بهيبة الدولة بل تنطبق عليها مقولة : الحكاية مش حكاية الجزمة الحكاية حكاية اللي وراء الجزمة من الكبار؟ [email protected]