يسعى زعماء سياسيون في نيويورك إلى نزع فتيل التوتر الذي يكتنف إنشاء مركز ثقافي إسلامي يضمّ مسجدًا بالقرب من موقع هجمات 11 سبتمبر على مركز التجارة العالمي. وانتقد حاكم نيويورك الديمقراطي ديفيد باترسون معارضي بناء المسجد لتقبلهم ما وصفه "بجهل وضيق أفق المتعنتين الذين يشبهون كل المسلمين بمنفذي هجمات سبتمبر التي دمّرت برجَيْ مركز التجارة العالمي". وقال باترسون في مؤتمر صحفي الثلاثاء: "لم يَعُدْ باستطاعة الناس أن يسمع بعضهم بعضًا هذا يؤلم القلب. أكره أن أرى أهل نيويورك منقسمين على أنفسهم". وعرض باترسون، الذي سيترك منصبه كحاكم لنيويورك في نهاية العام، القيام بدور صانع السلام الذي يسعى لإيجاد موقع بديل، واجتمع أمس الثلاثاء مع عدد من الزعماء لإيجاد حل للمسألة. ويواجه المسلمون الذين يأملون في تنفيذ مشروع المركز الثقافي والمسجد والذي يتكلف 100 مليون دولار معارضة قوية من جانب سياسيين محافظين وآخرين يعتبرون المشروع مؤلِمًا لأسر ما يقرب من 3000 شخص قُتِلوا في هجمات سبتمبر". ويقول القائمون على المشروع: إنهم يريدون إقامته في الموقع المقترح لأسباب منها اعتقادهم بأن نقله سيكون بمثابة تنازل لما يعتبرونه تعصبًا دينيًا. واتخذ الجدل المثار حول إنشاء المركز على هذه المسافة القريبة من موقع هجمات سبتمبر بعدًا وطنيًا قبل انتخابات التجديد النصفي للكونجرس في نوفمبر والتي يسعى فيها الجمهوريون لانتزاع السيطرة على الكونجرس من الديمقراطيين. ويدافع رئيس بلدية نيويورك مايكل بلومبرج عن المشروع حفاظًا على الحريات الدينية، واستضاف مأدبة إفطار يقيمها سنويًا في رمضان وكان بين المدعوين اثنان من رعاة المشروع. وفي مطلع الأسبوع الماضي تجمع مؤيدون للمشروع ومعارضون له في موقع الهجمات لكن الشرطة فارقت بينهم.