مزارع من صعيد مصر في محافظة بني سويف عاد من عمله بليبيا في أجازة لزيارة زوجته وعائلته، وأخبره بعض أقاربه أن هناك بعض الصور ومقاطع فيديو لمشاهد إباحية لزوجته موجودة على بعض مواقع الانترنت. وتأكد الزوج بنفسه من صحة هذه المعلومات، وواجه زوجته بها، ونشبت بينهما مشاجرة أنهاها الزوج بطعنها بالسكين حتى ماتت. والنيابة أمرت بعد القبض عليه بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيق بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، وهي تهمة تصل عقوبتها إلى الإعدام أو الأشغال الشاقة لمدة قد تحدد حسب ظروف الجريمة وما إذا كان سيراعي فيها جانب الرأفة...! وهناك الكثير من هذه الجرائم التي تعرف باسم جرائم الشرف، والتي فيها يقوم الجاني بغسل ما يعتقد أنه العار الذي لحق به أو بأسرته، وهي جرائم منتشرة بشكل خاص في صعيد مصر، وفي المجتمعات القبلية التي لا يوجد فيها تهاون أو تسامح في مثل هذه الجرائم مثل الأردن والتي تأخذ فيها جرائم الشرف شكل الظاهرة..! وصحيح أن القضاء يستخدم الرأفة مع الجاني إذا ارتكب جريمته أثناء ضبطه أو اكتشافه واقعة الخيانة ويأخذ في ذلك الجانب الانفعالي للجاني وأنها لم تكن جريمة قتل عمد مع سبق الإصرار والترصد، فإن جريمة مثل التي يكتشف فيها الزوج أن خيانة زوجته قد تم تصويرها وتوزيعها على الملأ عبر الانترنت هي أيضًا من الجرائم التي لا يمكن فيها توجيه اللوم كثيرًا إلى الزوج الذي أصبح في مجتمع مغلق تقليدي محلاً للسخرية وربما الازدراء والاحتقار لأنه فقد بذلك شرفه ورجولته..! ولسنا في مقام الدفاع عن الزوج الذي ارتكب مثل هذه الجريمة حيث لا نقر ولا نحاول إيجاد أي مبرر لكي يقوم كل فرد بتطبيق القانون بنفسه وأن يأخذ حقه بعضلاته، وإنما نلتمس له ولغيره في مثل هذه الحالات كل العذر بعد أن استفحلت وانتشرت جرائم الخيانة وتعددت الحوادث التي فيها الزوجة الخائنة والعشيق يقدمان على قتل الزوج قبل أن يكتشف علاقتهما الآثمة أو لإفساح المجال لهما للزواج بعد التخلص منه..! فنحن نشهد إنفلاتًا أخلاقيًا غير معهود، وتفاخرًا بتعدد العلاقات المحرمة، وهو أمر يدفع الكثير من الشباب للعزوف عن الزواج بعد أن ترسخت لديهم قناعات بعدم الثقة في أي فتاة، وبعد أن وجدوا الطريق ممهدًا لنزواتهم ورغباتهم خارج الإطار الشرعي وبعيدًا عن الالتزامات والقيود الأسرية. وحتى في شهر رمضان الكريم فإن الخيم الرمضانية والمقاهي في الكثير من أحياء مصر الراقية تعج بالفتيات اللاتي أدمن تدخين الشيشة، وتحولت ليالي رمضان المباركة إلى ليالي يعربد فيها الشيطان ويغرد بين أتباع لم يعد يعرفون ما هو الحلال.. وما هو الحرام.. وأتى الانترنت ليجعل كل شيء مباحًا ومستباحًا على مواقعه، حيث تعرض الفتيات صورهن للملأ في صفحات الفيس بوك، وصورًا لحفلاتهن ورحلاتهن وفيها يظهرن في أوضاع غير لائقة ولا يكترثن بذلك، ولا يعتبرن ذلك في نطاق العيب أو الخطأ..! ولم يكن غريبًا بعد ذلك أن يجد هذا الصعيدي أن صور زوجته أيضًا موجودة على مواقع الانترنت وأن هناك من يتاجر بها وأن عليه أن يتخذ قرارًا بأن يبحث عن القانون الذي سيكون نهايته الطلاق فقط أو أن يغسل عاره بيديه وينهي بذلك حياته بيده أيضًا.. كان القرار بالتأكيد صعبًا للغاية.. فماذا تقولون أنتم في ذلك..!! [email protected]