عاشت مناطق متفرقة من القاهرة الكبرى وعدد من محافظات الصعيد والدلتا ومناطق غرب وشرق الإسكندرية في ظلام دامس مساء الاثنين، في موجه جديدة من انقطاعات الكهرباء استمرت من بعد آذان المغرب وحتى منتصف الليل دون سابق إنذار. وأدى ذلك إلى تذمر المواطنين خاصة المرتبطة أشغالهم بالكهرباء، كما ألحق ذلك ضررًا ببعض المناطق الحيوية، فقد توقفت أجهزة مستشفيات مناطق غرب الإسكندرية عن العمل نظر لعدم وجود مولدات بديلة، كما احتجز المئات من المواطنين في المصاعد لأكثر من ساعتين. وكشفت مصادر فنية بمحطات توليد كفر الدوار ودمنهور والكريمات، أن أزمة انقطاع الكهرباء تتعلق بتراجع كميات الغاز التي يتم إمدادها بها. وقالت المصادر ل "المصريون"، إن المحطات تعمل بنصف طاقتها في الوقت الراهن، بسبب نقص تدفق كميات الغاز الطبيعي التي يتم استخدامها لتوليد الطاقة، في الوقت الذي تحافظ فيه البترول على عمليات التصدير لإسرائيل بموجب الاتفاق المبرم معها. وأفادت المصادر ذاتها، أن الأزمة قد تستمر لعدة شهور قادمة، وأن سياسة تخفيف الأحمال التي تعتمدها وزارة الكهرباء حاليًا ستمتد إلى فصل الشتاء، إذا استمر العجز في كميات الغاز الموردة لتلك المحطات. من جانبها، عزت الشركة القابضة للكهرباء انقطاع الكهرباء إلى تخفيف الأحمال حرصا على سلامة الشبكة، علمًا بأن وزارة الكهرباء كانت قد أعلنت بداية شهر رمضان أنها لن تلجأ إلى سياسة تخفيف الأحمال نتيجة لخصائص الشهر الكريم، مشيرة إلى أن أي انقطاعات تحدث في أي منطقة تكون نتيجة لعطل ما تسارع الأجهزة المختصة في إصلاحه. في الوقت الذي حملت فيه وزارة الكهرباء وزارة البترول المسئولية عن الانقطاعات المتكررة للكهرباء واتهمتها بتقليل كمية الغاز التي تحصل عليها لتشغيل محطات توليد الكهرباء، وناشدت الوزارة المواطنين في كافة محافظات مصر ضرورة الترشيد والاستخدام الأمثل للكهرباء لتفادى الأحمال الزائدة خلال فترات الذروة التي تبدأ من الساعة الثامنة وحتى العاشرة مساء. وأرجع الدكتور محمد عوض رئيس الشركة القابضة لكهرباء مصر في تصريح له الثلاثاء انقطاع الكهرباء الاثنين عن بعض المناطق بمحاولة تخفيف الأحمال حرصا على سلامة الشبكة ونتيجة لحالة من عدم الاستقرار الطارئ في إمدادات الوقود المغذى لمحطات توليد الكهرباء. وأكد عوض أن هذه الصعوبات تدفع بقطاع الكهرباء بالعمل على تخفيف الأحمال وهو إجراء متبع في كافة شركات الكهرباء في مختلف بلدان العالم ومع ذلك فإن قطاع الكهرباء يعمل جاهدا لتغطية الأحمال الزائدة خلال هذا الصيف بإضافة قدرات توليد جديدة والعمل على حماية الشبكة بكل الوسائل المتاحة. وكان الدكتور حسن يونس وزير الكهرباء أكد الأحد أن معدلات انقطاع التيار تراجعت بنسبة 90% منذ مطلع شهر رمضان واقتصرت علي الأعطال العادية مع عودة التيار في أوقات قصيرة، مؤكدا أن الأيام القادمة سوف تشهد المزيد من التحسين والاستقرار.