قررت جماعة "الإخوان المسلمين" وأنصارها، استغلال اسم كل من الفريق سعد الدين الشاذلي رئيس أركان حرب القوات المسلحة إبان حرب أكتوبر 1973، والمشير محمد عبدالغني الجمسي رئيس المخابرات الحربية الراحل، للحشد لتظاهرات 6 أكتوبر، وللتأكيد على أن الجماعة لا تعادى الجيش وإنما تعادى الفريق أول عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع، لعزله الرئيس محمد مرسي. ويبدو أن نشر ملصقات خلال اليومين الماضيين فى مناطق عدة منها مصر الجديدة ومدينة نصر وحلوان والجيزة وأكتوبر تؤكد على هذا المعنى، ويحمل الملصق شعار: "جيشنا مش السيسي" مؤكدة أنها تقدر ادوار عدد من القيادات العسكرية التاريخية ودورها فى تحقيق هيبة الدولة المصرية على أرضيها. تلك ليست الحيلة الوحيدة التي لجأت إليها الجماعة نكاية فى السيسي بل نشر صور قيادات مثل الجمسي والشاذلي على مواقع التواصل، ووضع أحدهما على صفحة "الحرية والعدالة" وأرفقت ذلك بتعليق إنه "قائد حرب أكتوبر .. للأسف فيه ملايين من المصريين ميعرفوش شكله لأنه فقط كان بيحارب الصهاينة وكان يطالب الجيش بالابتعاد عن السياسة والتركيز فقط في التسليح وصناعة الأسلحة وحماية الحدود". وسعى "الإخوان" إلى إبراز تلك الشخصيات العسكرية، والإشارة إلى ما اعتبروه "خيانة السيسي في عزل مرسي فى الثالث من يوليو الماضي"، وتركز الجماعة اهتمامها على إظهار سلبيات وايجابيات عدد من قيادات الجيش السابقين والحاليين للوصول فى اقرب وقتت ممكن لأعلى حشد فى الشارع. وبالعودة إلى الشخصيتين إلى تركز عليهم صفحات الإخوان فإن الفريق سعد الدسن الشاذلى مواليد (1 أبريل 1922 والذى رحل عن عالمنا فى 10 فبراير 2011)، كان رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية في الفترة ما بين 16 مايو 1971 وحتى 13 ديسمبر 1973 ومؤسس وقائد أول فرقة قوات مظلية في مصر وأمين عام مساعد جامعة الدول العربية للشؤون العسكرية وسفير سابق لدى إنجلترا والبرتغال ومحلل عسكري. ويوصف بأنه الرأس المدبر للهجوم المصري الناجح على خط الدفاع الإسرائيلي بارليف في حرب أكتوبر عام 1973 من خلال خطة المآذن العالية. فيما كان المشير عبدالغنى الجمسى يشغل منصب رئيس المخابرات الحربية (1972) ورئيس أركان القوات المسلحة (1973) ووزير الحربية (1974). تم تصنيفه ضمن أبرع 50 قائدا عسكريا في التاريخ كما ذكرت أشهر الموسوعات العسكرية العالمية ويعتبر آخر وزير حربية في مصر حيث تم استبدالها بوزير الدفاع. وعلى الرغم من سعى جماعة الإخوان إلى إظهار تلك الشخصيات العسكرية نكاية فى الفريق أول عبدالفتاح السيسي فإنه يبقى السؤال الأهم هل: تنجح الجماعة فى خلق الصورة الذهنية وتصحيح رؤية البعض لها بمحاربة الجيش ويقتنع غالبية الشارع بأنها تعارض شخصيات بعينها أم تقع فى الفشل وتخسر كل رهاناتها ؟