ركزت صحيفة "التايمز" البريطانية في تقرير لها في 25 سبتمبر على ما وصفته ببدء ذوبان جليد العلاقات الإيرانيةالأمريكية. وأشارت الصحيفة إلى تأكيد وزير الخارجية الإيراني الجديد محمد جواد ظريف في 24 سبتمبر أنه سيلتقي نظيره الأمريكي جون كيري على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة, وهو ما اعتبرته "التايمز" الحدث الأبرز بين البلدين منذ قيام الثورة الإسلامية في إيران عام 1979 . وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني اعتبر أن مقتل يهود على يد النازيين فيما يعرف بالمحرقة اليهودية (الهولوكوست) "جريمة تستحق الإدانة"، مجددا نفي بلاده السعي لامتلاك السلاح النووي، وسط ترحيب غربي . وأضاف روحاني على هامش مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة أن "النازيين ارتكبوا جريمة ضد الشعب اليهودي تستحق الإدانة"، وذلك في رده على سؤال أثناء مقابلة تليفزيونية عما إذا كان يقرّ بحدوث "المحرقة". ولكن الرئيس الإيراني أضاف أن الأمر متروك للمؤرخين لتحديد نطاق ما حدث، مشيرا إلى أن "أي جريمة تحدث في التاريخ ضد الإنسانية بما في ذلك المحرقة التي أنشأها النازيون لليهود، فهي جديرة بالاستنكار والإدانة". وكانت كلمة روحاني في الجمعية العامة للأمم المتحدة في 24 سبتمبر تميزت بغياب الدعوة إلى إزالة إسرائيل من الوجود، وبتجنب الحديث عن وجود "الشيطان الأكبر"، خلافا لما اعتاده سلفه محمود أحمدي نجاد. غير أن الرئيس الإيراني انتقد أيضا الاحتلال الإسرائيلي، وقال "أن تغتصب جماعة أرض جماعة أخرى وتحتلها عمل يستحق الإدانة أيضا"، ولكنه لم يصف إسرائيل, "بالصهيونية" كما كان يفعل نجاد. وفيما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني الذي يشك الغرب في أن هدفه امتلاك السلاح النووي، وهو ما تنفيه طهران، أكد روحاني في كلمته موقفه بأن الحل يمكن أن يكون عبر "الاعتدال والحكمة والاحترام المتبادل ونبذ العنف والإرهاب". وفي الوقت ذاته أشار روحاني في أول ظهور له بالجمعية العامة للأمم المتحدة بعد توليه الرئاسة في أغسطس الماضي، إلى حق بلاده في الاستخدام السلمي للطاقة النووية وتخصيب اليورانيوم، قائلا :"إن هذا الأمر كان وسيظل دائما هدف البلاد". ولقيت تصريحات روحاني ترحيبا من قبل مسئولين غربيين "بلهجته التصالحية" تجاه الغرب، غير أنهم أصروا على ضرورة رؤية أفعال. وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الذي التقى روحاني، إن فرنسا تنتظر من إيران أفعالا ملموسة بشأن ملفها النووي. واعتبر هولاند أن تصريحات روحاني تشير إلى تطور، داعيا إلى ترجمة هذه الكلمات إلى أفعال. ومن جانبه, أثنى وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيله على ما وصفها "باللهجة الجديدة لإيران"، وقال إنها أعطت زخما لا بد من استغلاله الآن في إحداث تقدم حقيقي في هذا الموضوع. كما وصف الرئيس الأمريكي باراك أوباما تصريحات روحاني بالمعتدلة، ولكنه أضاف أنه يجب أن ترافقها "أفعال شفافة وقابلة للتأكد من صحتها". وكان مسئولون أميركيون رفيعو المستوى قالوا إن البيت الأبيض عرض على المسئولين الإيرانيين عقد اجتماع بين أوباما وروحاني على هامش اجتماعات الجمعية العامة، غير أن الإيرانيين اعتذروا, قائلين إن تعقيدات الوضع الراهن تحول دون عقد الاجتماع، بحسب المصادر الأمريكية.