اشتعلت حرب البيانات بين الأنبا مرقس أسقف شبرا الخيمة، ونجيب جبرائيل رئيس "الاتحاد المصري لحقوق الإنسان" في أعقاب إصدار أمس الأول بيانًا تبرأ فيه من المؤتمر الذي نظمه الأخير السبت الماضي، بعنوان: حوار القوى الوطنية وأزمة الثقة بين الفرد والحكومة، والذي شهد هجومًا لاذعًا على الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، والدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء، واللواء حبيب العادلي وزير الداخلية. وفي رده على البيان الذي نفي فيه الأنبا مرقس بشكل قاطع أي علاقة له بالمؤتمر، وأن المطرانية اقتصر دورها على السماح باستخدام منظمي المؤتمر إحدى قاعاتها، فند جبرائيل ذلك، وقال إن المؤتمر جرى بالتنسيق مع الكنيسة، موضحًا إن "الأنبا مرقس كان يعلم منذ أكثر من شهر ونصف بموضوع ومحاور المؤتمر والشخصيات المدعوة، وذلك بورقة مكتوبة سلمت إلى نيافته بوفد من الاتحاد المصري لحقوق الإنسان برئاسة نجيب جبرائيل رئيس المنظمة ولم يعترض على أي من المتحدثين، وبصفة خاصة النائب رجب حميدة، كما كلف الأسقف القس أبانوب المسئول عن المؤتمرات فى المطرانية بالتنسيق مع فريق العمل بالمنظمة ومعرفة كافة دقائق وخطوات المؤتمر". وعلى إثر ذلك، أشار جبرائيل إلى قيام فريق العمل بالمنظمة بالالتقاء مع المسئول الكنسي المكلف من قبل أسقف شبرا الخيمة أكثر من أربعة مرات، وكان آخرها يوم الجمعة 30/7/2010 العاشرة مساءَ قبيل انعقاد المؤتمر بساعات قليلة، حيث تم وضع اللمسات النهائية للمؤتمر ووضع مستندات المتكلمين وإعلام المؤتمر واطلع المسئول الكنسي على كل صغيرة وكبيرة وكان على اتصال مستمر بالأنبا مرقس بالمطرانية ليأخذ منه الموافقة على كل خطوة. أكد جبرائيل في بيانه- ما سبق وكشفته "المصريون"– أنه قام بصحبة فريق عمله بزيارة المستشار عدلي حسين (محافظ القليوبية) فى مكتبه لتوجيه الدعوة إليه لحضور المؤتمر، وتابع: "لدينا صورة جماعية معه تثبت ذلك وقدمت له محاور المؤتمر وبها جميع المتكلمين قبل انعقاد المؤتمر بشهر، ولم يعترض على أي منها ورحب بفكرة المؤتمر ومحاورة والمتكلمين فكيف يقول إنه لا يعلم بموضوع المؤتمر وهو رجل مسئول ويمثل رئيس الجمهورية فى محافظته". وكان المحافظ عبر عن غضبه من الهجوم الذي شنه النائب رجب هلال حميدة خلال كلمته، وانسحب من المؤتمر بعدما عقب قائلاً: "أرفض الهجوم علي جمال عبد الناصر أو اللواء حبيب العادلي وكذلك الدكتور أحمد نظيف، ولو كنت أعلم "بالمكيدة" التي دبرها لي نجيب جبرائيل لما حضرت من الأساس، مؤكداً أنه – أي نجيب - له أجندة مشبوهة ويهدف لزعزعة استقرار مصر". وفي بيانه الذي تبرأ فيه من المؤتمر الذي استضافته كنيسته، يتعرض الأنبا مرقس إلى موقف المحفظ مشيرًا إلى أنه جاء بسبب تعرض بعض المتحدثين في بداية فعاليات المؤتمر لبعض القيادات في الدولة وزعماء مصر السابقين بصورة "غير موضوعية" مما حدا بالمحافظ في تعقيبه بالاعتراض على هذا الأسلوب غير المناسب، مشددًا على احترام كافة الزعماء وعلى أن تتسم المناقشات بالجدية والموضوعية. غير أنه وعلى النقيض من ذلك، كشف جبرائيل أنه عقب انتهاء أعمال المؤتمر وتكريم الفنان عادل أمام وأثناء تناول الغذاء على المائدة الرئيسية مع الأنبا مرقس لتقييم المؤتمر، علق الأخير، قائلا: وبالحرف الواحد ولدينا شهود على ذلك "إنني مندهش من انسحاب المستشار عدلي حسين فكان يجب عليه أن يقبل الرأي والرأي الآخر"، وإنه- أي الأنبا مرقس- يفخر بنجاح المؤتمر. وأضاف جبرائيل في بيانه: بعد عودتنا إلي المنظمة، وفى ذات اليوم اتصل بي نائب الأنبا مرقس المكلف بالتنسيق معنا وهو القس أبانوب ليبلغنا أن المؤتمر نجح بأكثر من امتياز، وقال من وجهة نظره إن ما فعله عدلي حسين كان شيئا طبيعيا لحساسية موقفه كرجل سياسي وتنفيذي. من جانبه، قرر البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية منع إقامة أي مؤتمر جماهيري في المطرانيات إلا بعد التأكد من الإشراف الكامل عليها من الكنيسة والمطرانية التابعة لها.