أجرى الرئيس حسني مبارك اتصالا هاتفيا الثلاثاء مع رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري قالت وكالة أنباء الشرق الأوسط إنه قام خلاله بإحاطته بالاتصالات التي أجرتها مصر بهدف احتواء الوضع الراهن واستعادة الهدوء في الجنوب اللبناني. يأتي في أعقاب الاشتباكات التي وقعت أمس ببلدة "العديسة" اللبنانية بين الجيشين اللبناني والإسرائيلي، وأسفرت عن استشهاد ثلاث جنود لبنانيين وصحفي، ومقتل ضابط إسرائيلي كبير. وكان الرئيس مبارك تلقى اتصالا من الحريري تم خلاله استعراض التطورات على الساحة اللبنانية، والوضع الخطر في أعقاب الاعتداءات الإسرائيلية اليوم على جنوب لبنان. وأكد الرئيس مبارك خلال الاتصال حرص مصر على أمن وسيادة لبنان وسلامته الإقليمية داعيا كافة الأطراف للالتزام بالتهدئة وضبط النفس. وذكرت وكالة الأنباء المصرية أن وزارة الخارجية المصرية أجرت اتصالات فورية مع الولاياتالمتحدة وفرنسا والأممالمتحدة الثلاثاء تطالب بتدخل عاجل من كافة الأطراف لممارسة ضغوط على إسرائيل لضبط النفس والامتناع عن أي تصعيد للوضع عسكريا في الجنوب اللبناني، واحترام قرار مجلس الأمن رقم 1701 ووقف كافة الخروقات لهذا القرار. من جانبه، أكد وزير الخارجية أحمد أبو الغيط تضامن مصر الكامل مع الحكومة اللبنانية في مواجهة الخروقات الإسرائيلية للسيادة اللبنانية، وذلك خلال اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري. وأعرب أبو الغيط في تصريحات صحفية عن تضامن مصر الكامل مع الحكومة اللبنانية في مواجهة الخروقات الإسرائيلية، ورفض مصر القاطع لأي انتهاكات للسيادة اللبنانية، وإدانتها لخرق القرار 1701، الخاص بوقف الحرب بين إسرائيل و"حزب الله" في صيف 2006، داعيًا إلى ضرورة احترام القرار المذكور ووقف الاشتباكات فورًا وضبط النفس ومنع أي تدهور للموقف. وأكد دعم مصر للحكومة اللبنانية والتزامها بدعم الاستقرار السياسي في لبنان، والحفاظ على وحدة وسيادة الدولة اللبنانية، معربا عن ثقته في قدرة قوات الأممالمتحدة العاملة في جنوب لبنان (اليونيفيل) على لعب دورها في تهدئة الموقف في الجنوب واحتواء الاشتباكات، ومنع تكرار الخروق الإسرائيلية في المستقبل. في سياق منفصل، تحدثت صحيفة "الدستور" الأردنية أمس الثلاثاء عن وقوف إسرائيل وراء حادث إطلاق صواريخ "جراد" على مدينة العقبة الأردنية، ومنطقة إيلات جنوب إسرائيل، وهو الحادث الذي زعمت إسرائيل أن مصدره على إطلاق الصواريخ جاء من داخل الأراضي المصرية في سيناء. وقالت الصحيفة، إن "الحادث تفوح منه الرائحة الصهيونية بغض النظر عن الأيدي الآثمة التي نفذته رغم محاولتها خلط الأوراق"، ووصفت الحادث بأنه عمل "إرهابي إجرامي وجبان ذهب ضحيته أبرياء أردنيون", واعتبرت أنه "عمل عبثي حاقد لا يخدم إلا الأجندة الإسرائيلية المشبوهة". وكانت مصر نفت الاثنين على لسان مصادر أمنية بشكل قاطع أن تكون تلك الصواريخ قد أطلقت من الأراضي المصرية، مؤكدة عدم منطقية إطلاق الصواريخ من أرض سيناء على إسرائيل، نظرا لوجود متابعات أمنية مستمرة على طول الحدود من رفح شمالا وحتى طابا جنوبا، بالإضافة إلى عدم وجود أية عناصر لتنظيم القاعدة في مصر. كما نفت أن يكون قد تم إطلاق الصواريخ من عناصر فلسطينية أو تخريبية، حيث أن المنطقة مؤمنة تماما من الجانب المصري.وقالت إنه لا يعقل أن يتم إطلاق صواريخ من سيناء، حيث أن عملية الإطلاق يسبقها نقل وتركيب منصات وهذا لم يحدث، كما أنه ليس من المنطقي نقل صواريخ من قطاع غزة إلى سيناء لإطلاقها.