أكد الدكتور مفيد شهاب وزير الشئون القانونية والمجالس النيابية على أهمية الحوار العربي الأوروبي في ظل الظروف الراهنة إقليميا ودوليا خاصة في ضوء اتساع رقعة الصراعات في المنطقة بمشاركة من قوى إقليمية ودولية، مشيرا إلى أن العلاقات العربية الأوروبية تعرضت لواحدة من أصعب فتراتها منذ أكثر من أربعة عقود بسبب أزمة الرسوم الكاريكاتيرية المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم في عدد من صحف أوروبا والغضب العارم الذي اجتاح الدول العربية احتجاجا على هذه الإساءة. جاء ذلك خلال كلمته أمس أمام المنتدى الأول للحوار العربي الأوروبي الذي نظمته جامعة الدول العربية بالتعاون مع المفوضية الأوروبية والاتحاد العام لغرف التجارة والصناعة والزراعة في البلاد العربية بمقر معهد العالم العربي بباريس تحت رعاية الرئيس الفرنسي جاك شيراك وبمشاركة شخصيات عربية وأوروبية. وأكد شهاب أنه قبل أن تنتهي أزمة الرسوم المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم تعرضت العلاقات الأوروبية العربية لاختبار أخر عندما فازت حركة حماس في الانتخابات الفلسطينية لتشكل الحكومة الفلسطينية الجديدة وفقا لثوابتها وبرنامجها الانتخابي الذي اختار الشعب الفلسطيني على أساسه وما تبع ذلك من قرار أوروبي بوقف المساعدات الاقتصادية للفلسطينيين وقال إنه رغم التحديات التي تواجه الحوار العربي الأوروبي حاليا إلا أن العلاقات العربية الأوروبية شهدت تطورا ملموسا في مجالات التكنولوجيا والاقتصاد والعلوم والطاقة خاصة. وأشار الدكتور شهاب إلى أن المرحلة المقبلة تحتاج إلى صياغة استراتيجية جديدة لمشروع التعاون بين بلدان وشعوب حوض المتوسط على أساس من العدل والمساواة والديمقراطية والتضامن مشيرا إلى أن استمرار الإساءة للإسلام والمسلمين وعدم إصدار قانون دولي من مجلس الأمن الدولي بتحريم الإساءة للأديان سوف يخلق ثغرة خطيرة في التعاون الأوروبي بل سيزيد الهوة القائمة بين الحضارتين الإسلامية والغربية محذرا من عدم صدور مثل هذا القانون. ودعا الدكتور شهاب الدول الأوروبية بالتوقف تماما عن محاولات مقايضة السياسة بالاقتصاد في العلاقات العربية مشيرا إلى أن تجارب الماضي أكدت أن استخدام الأوروبيين للإغراءات الاقتصادية للعرب على حساب القضايا السياسية وبخاصة القضية الفلسطينية لم تحقق نتائج مؤكدا أن العرب لن يتجاهلوا القضية الفلسطينية تحت أي ظرف وقال في كلمته إذا كانت أوروبا جادة في حوارها مع العرب يجب أن تعترف بحقيقة أن استثمار القضية الفلسطينية من بين الأسباب الجوهرية للكثير من المشكلات التي تعاني منها منطقة الشرق الأوسط ومعها أوروبا موضحا ضرورة طرح العرب لاستراتيجيات محددة على مائدة الحوار تضمن معالجة شكواهم بحيث يصبح للأوروبيون أمام خيرات محددة.