أثبتت التنظيمات و الجماعات الإرهابية والجهادية والتى تَدعى انتمائها للإسلام، أنها لا تمت بالإسلام بصلة ولاتعرف شيئاَ عنه، وأنها تحارب وتعادى المسلمين أنفسهم ، وتترك أعداء الإسلام الحقيقيين. هذه الجماعات والتنظيمات ظهرت فى مصر فى أعقاب ثورة 25 يناير، وهى تتبنى فكر وايديولوجية تنظيم القاعدة ومؤسسها أسامة بن لادن الذى يعتبر المعلم والقائد لقيادتهم ،وأستغلت الإنفلات والفراغ الأمنى بعدها، واتخذت من سيناء مقرا لها بزعم توجيه العمليات ضد إسرائيل، ولكنها لم تلبث كثيرا حتى وجهت بوصلتها لتنفيذ عملياتها ضد مصر واستهداف المنشآت والشخصيات السياسية المصرية، خاصة بعد اندلاع ثورة 30 يونيو، والتى أطاحت بأحلام تلك التنظيمات فى الحكم والسيطرة على مصر، وتحويلها إلى امارة اسلامية لا سيما فى شبه جزيرة سيناء. جماعة أنصار بيت المقدس التى أعلنت مسئوليتها عن حادث اغتيال وزير الداخلية، وكذلك عن حادث تفجير مبنى المخابرات الحربية فى شمال سيناء مؤخراَ، هى احدى تلك التنظيمات الجهادية الإرهابية، والعجب كل العجب أن نجد أن هدف هذه الجماعة – من لقبها - هو تحرير بين المقدس من أيدى الصهاينة ، ومع ذلك لم نسمع أن رصاصة واحدة قد تم اطلاقها على أى جندى اسرائيلى أو تم تفجير مةقع عسكرى اسرائيلى، أو أن هناك خطة موضوعة لتحرير بيت المقدس، بل بالعكس صوبت هذه الجماعة أسلحتها وحولت عملياتها العسكرية ضد مصر وأصبح هدفها هو العبث بأمنها القومى، وكأن المصريين هم خونة أو عملاء أو مأجورين وكفار. كان حلم هذه التنظيمات والجماعات أن تتحول مصر الى حاضنة أو راعية للإرهاب فى العالم خاصة بعد وصول تنظيم الإخوان الى الحكم فى العام الماضى، وبعد أن قام الرئيس المعزول محمد مرسى بإطلاق سراح والعفو عن كثير منهم بالرغم من إدانتهم فى قضايا قتل وتفجير وتم الحكم عليهم بالفعل بأحكام نهائية تتراوح بين السجن المؤبد والإعدام، وكان مقصدهم وهدفهم أن تتحول مصر الى افغانستان أخرى أو صومال أخرى أى الى كيان بلا ملامح أو لون أو صفة، أو الى حالة اللا دولة... كانوا يريدون هدم مصر وتخريبها وتجريدها من هويتها. وبالطبع لا ننسى الدور الذى قامت به الأنفاق السرية بين سيناء وقطاع غزة فى الدعم اللوجيستى لهؤلاء الإرهابيين من أقرانهم فى غزة الذين أمدوهم بالعتاد والسلاح لمحاربة الدول المصرية وضرب الأمن القومى المصرى فى مقتل. لقد ثبت للعالم كله من هم الإرهابيين، ومن يقف ورائهم ويقوم بدعمهم ومساندتهم ، وكيف أن تنظيم الإخوان الذى مازالت بعض الدول الغربية تسانده هو المحرك للأحداث ومصدر الإلهام للجماعات الإرهابية والتكفيرية والتى تريد حرق مصر رداَ على عزل شخص دمر مصر تماماَ وحولها الى خرابة.