قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون اليوم الأربعاء: إنّ بلاده قد تبدأ في سحب القوات من أفغانستانالمحتلة اعتبارًا من السنة القادمة. وكانت بريطانيا أشارت إلى أنها تريد سحب غالبية القوة التي يبلغ قوامها 9500 فرد من منطقة الحرب في غضون خمس سنوات، وذلك بعد نجاح المقاومة الأفغانية ومقاتلي طالبان في بثّ الرعب في قلوب قوات الاحتلال مما جعلهم يسعون للفرار من هناك بأسرع وقت. وتأمل الولاياتالمتحدة أن تبدأ في إعادة قواتها للوطن اعتبارًا من يوليو عام 2011، وهو إجراء فسّره محللون بأنه "هزيمة" على أيدي المقاومة الأفغانية وأنّ الولاياتالمتحدة لم تنجح في بسط نفوذها حتى الآن في أفغانستان. وعندما سُئِل كاميرون في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) ما إذا كانت بريطانيا قادرة على القيام بخطوة مماثلة أجاب "نعم بإمكاننا ذلك لكن لابدّ أن يكون هذا مستندًا إلى الظروف القائمة هناك. وأضاف: "أعني أنه كلما أسرعنا في قدرتنا على نقل السيطرة على المناطق والأقاليم إلى الأفغان كلما كانت القدرة على إعادة بعض القوات للوطن أسرع". وأردف قائلًا: "لا أريد أن أثير توقعات بشأن هذا الأمر؛ لأن هذا التحول يجب أن يكون قائمًا على مدى تطور الوضع الأمني." وقال رئيس الوزراء البريطاني الجديد- الذي يقود ائتلافًا بين حزب المحافظين وحزب الديمقراطيين الأحرار والذي تولى السلطة في مايو-: إنّ المواطنين البريطانيين يجب أن يتأكدوا من أن بريطانيا لن يكون لديها "قوات قتالية أو أعداد كبيرة" في أفغانستان. وبحث كاميرون أمر أفغانستان واستراتيجيات الانسحاب مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمس الثلاثاء في أول زيارة يقوم بها إلى البيت الأبيض منذ توليه رئاسة الوزراء. ويتعرض الاثنان لضغوط داخلية قوية لسحب قوات الاحتلال من أفغانستان، وذلك بعد النجاحات العديدة التي حققتها المقاومة الأفغانية ضد قوات الاحتلال وإسقاطها يوميًا مزيدًا من القتلى بصفوف جنود الاحتلال. وقال كاميرون في مقابلة مع قناة (جي.ام.تي.في) البريطانية والتي عرضت أيضًا الأربعاء "النصر في هذه الحرب يعني أن نكون قادرين على تسليم المسئولية إلى حكومة أفغانية وجيش أفغاني ووجود قوة شرطة قادرة على تأمين بلادها.