أعربت نافى بيلاى المفوضة السامية لحقوق الانسان بالامم المتحدة عن استعدادها الكامل لدعم مصر فى جهودها التى ترمى الى ضمان حقوق جميع المواطنين ، وترحيبها بما نقله اليها المستشار امين المهدى وزير العدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية المصرى الاسبوع الماضى من استعداد مصر لاستضافة المكتب الاقليمى لمفوضية حقوق الانسان بالقاهرة ، وأشارت الى انها سوف ترسل مشروع اتفاق بشأن هذا المكتب الى مصر فى الاسبوع القادم . وأكدت بيلاى – فى كلمتها فى افتتاح أعمال الدورة الرابعة والعشرين لمجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة فى جنيف اليوم الاثنين – القلق من استمرار العنف فى مصر ، ودعت الى اجراء تحقيقات مستقلة وشفافة حيال كافة عمليات القتل التى جرت سواء فى الاسابيع الاخيرة او فى فترات سابقة ، وقالت إن الطريق الى الاستقرار فى مصر يكمن فى القدرة على ارساء سيادة القانون بطريقة شاملة لكل المصريين بغض النظر عن ارائهم السياسية او نوع الجنس او الدين او الوضع . وأشارت بيلاى الى أن المجتمع الدولى قد تأخر بشكل كبير لكى يتخذ اجراءات مشتركة لوقف تدهور الاوضاع فى سوريا والتى شملت ذبح الشعب وتدمير البلد ، وقالت إن عدد القتلى فى سوريا قد تجاوز مائة الف قتيل ، بينما زاد عدد اللاجئين السوريين الذين فروا من البلاد عن مليونى لاجئ وتشرد اكثر من 4 ملايين سورى فى الداخل ، واضافت أنه لايوجد طريق واضح للخروج من هذا الكابوس فى سوريا دون التفاوض ، وطالبت دول العالم بايجاد حل لتجلس الاطراف على طاولة التفاوض ، وشددت على أن الوقت فى سوريا لم يعد يسمح للدول بالاستمرار فى الاختلاف لاسباب تتعلق بالمصالح الجيوسياسية ، وبما يتم معه التجاوز الاخلاقى والقانونى لانقاذ ارواح السوريين ، مشيرة الى أن العالم ومنذ وقت طويل قد حدد استخدام الاسلحة الكيماوية باعتبار ذلك من اخطر الجرائم التى يمكن ان ترتكب بحسب ما ذكرت وكالة "أونا" . من ناحية أخرى ، أعربت بيلاى قلقها البالغ إزاء موجة العنف الجديدة التى تستهدف المدنيين بشكل عشوائى فى العراق ، مما أوقع مايقارب 1800 حالة وفاة فى الشهرين الاخيرين ، مؤكدة أن الاكثر اثارة للقلق فى العراق هو الافلات من العقاب وعدم مساءلة الجناة ، وكذلك التحديات الصعبة التى يمليها الوضع فى العراق على حقوق الانسان وعلى مؤسسات سيادة القانون ، وطالبت السلطات العراقية بحماية جميع المدنيين فى العراق ، وضمان التحقيق فى مقتل 52 شخصا مؤخرا فى معسكر اشرف واتخاذ خطوات اضافية لحماية الموجودين بهذا المعسكر وبمخيم ليبرتى . وأعربت المفوضة السامية عن اسفها لاستمرار الحملة القاسية على المدافعين عن حقوق الانسان والمتظاهرين السلميين فى البحرين ، وقالت إن حالة حقوق الانسان فى البحرين مازالت تثير القلق بشكل جاد ، وطالبت البحرين بالامتثال الكامل لالتزمات حقوق الانسان الدولية بما فى ذلك احترام حرية الحق فى التعبير والتجمع السلمى وتكوين الجمعيات . وتناولت المفوضة السامية فى كلمتها الاحداث التى جرت فى تركيا فى شهرى مايو و يونيو الماضيين ، وقالت إنها تؤكد الحاجة الى ضمان حماية اكثر اتساقا للحق فى الاحتجاج السلمى بما فى ذلك حرية التعبير والتجمع ، وكذلك الامتناع عن الاستخدام المفرط للقوة من جانب الشرطة والتحقيق الكامل فى كافة الحالات التى استخدم فيها هذا العنف ، واشارت الى أن ماقامت به قوات الشرطة التركية من اطلاق الغازات المسيلة للدموع على المتظاهرين بشكل مباشر هو عمل غير قانونى ، ودعت الى اصلاحات شاملة فى هذا المجال مشيرة الى استعداد مكتبها للتعاون مع تركيا فى هذا الخصوص . وجددت نافى بيلاى ادانتها لمقتل السياسى التونسى محمد البراهمى والذى وقع فى 25 يوليو الماضى ، وطالبت السلطات التونسية باتخاذ تدابير قوية تظهر انها سوف تنفذ سيادة القانون ، وأن من نفذوا الإغتيالات التى استهدفت 3 شخصيات سياسية معارضة فى 10 شهور سوف تتم محاسبتهم .