يبدو أن الاستقطاب السياسي في مصر شق صفوف "الألتراس", حيث لم تعد تصدح بقوة أغنيتهم, التي جمعت صفوفهم , وهي "صاحبي إللي كتفه في كتفي بيخليني مطمن، عارفه هيفضل جنبي مهما لقاني باتجنن، ومش من دمي، لا أخويا ولا عمي، لكنه اختار يكون جنبي". وحسب تقرير نشرته صحيفة "الحياة" اللندنية في 5 سبتمبر, فإنه بعد عقود من الإلهاء المقصود لأجيال متتالية من الشباب المصري عبر إغراقهم في شئون الساحرة المستديرة للتأكد من ابتعادهم عن السياسة، انقلب السحر على الساحر وانخرط الغارقون في ملذات كرة القدم في مغبات السياسة، وتحولت دفة الاهتمام من تمريرة "ولا أروع" في مباراة الموسم إلى تظاهرة "ولا أصخب". وأضافت الصحيفة أنه يتضح من الكتابات الجدارية التي تظهر حالياً على جدران القاهرة في أعقاب كل مسيرة لأنصار "الشرعية" تزاوجاً بين السياسة والكرة، حيث ظهر اللوغو "الأردوغاني" الخاص وهو أصابع "رابعة الأربعة" مغموساً في غرافيتي "ألتراس" المميز بألوانه الزاعقة وخطوطه العريضة وكلماته الصادمة, وعادت عبارة ACAB "كل الشرطة أوغاد" لتزيّن الجدران. كما أنه بين اتهامات بالعمالة للإخوان، وتراشقات بالانضمام لصفوف الانقلابيين، خط ألتراس مصر صفحة جديدة من صفحات المسيرة المتأرجحة بين لعبة "السياسة القذرة" ولعبة "الكرة الحلوة", حسب الصحيفة. ومعروف أن ألتراس هي كلمة لاتينية تعني "الزائد عن الحد " وهي مجموعات لتشجيع الفرق الرياضية طرقت أبواب الملاعب المصرية في عام 2007 , إلا أن تاريخ الحركة يعود إلى أربعينيات القرن الماضي في أمريكا اللاتينية تحديدا البرازيل. ويوجد في مصر العديد من مجموعات الألتراس وأشهرها التراس أهلاوي وديفلز وتنتمى للنادي الأهلى والوايت نايتس, رابطة التراس الخاصة بنادي الزمالك , واليلو دراجون, وهي خاصة بنادي الاسماعيلي, والجرين ماجيك الخاصة بنادي الاتحاد السكندري. وكانت النقطة الفاصلة في تحول الألتراس إلى عالم السياسة هي ثورة 25 يناير 2011 , وإن أعلنوها صراحة أنهم لن يكون لهم تواجد رسمي في التظاهرات, إلى أن وقعت "موقعة الجمل", والتي أبلى فيها شباب الألتراس بلاء حسنا لحماية المتواجدين في ميدان التحرير. يذكر أن "ألتراس" أصدروا بيانا إبان الدعوات للتظاهر في 25 يناير 2011 أكدوا فيه أنهم مجموعة رياضية فقط، وليس لها أي اتجاهات سياسية أياً كانت نوعيتها أو انتماءاتها، وإنها لن تشارك في التظاهرات، أو أي فعاليات سياسية أخرى، وأن مشاركة أي عضو في أي جماعة سياسية أو أي حدث سياسي هو أمر خاص لا دخل ل "الألتراس" به، لكن يبدو أن هذا البيان لم يعد ساري المفعول بعد سقوط عشرات الشهداء منهم في الأحداث, التي أعقبت ثورة 25 يناير.