بالرغم من مشواري الذي قطعته في الحياة ورحلتي بشهيقها وزفيرها في وطني شهيقي سواء كان بارداً وحاراً في ظرف الحياة القاسي وطفولتي بكل ما فيها من سرور وحزن مثلي مثل أي شخص آخر يمر بأطوار حياته ومراحله العمرية وما يراه ويكتسبه في الحياة. تعلمت من الحياة .. صادمتها وصادمتني وأكسبتها وأكسبتني وصهرتني بخبرات لم أكن استطيع تعلمها وأنا خارج حراك الحياة وقسوتها على من يرتادوا مسارح الدنيا ويعيشون بين البشر.. إلا أنني في حقيقة الأمر جلست مع نفسي تذكرت طفولتي، واطل على حالي نظرا لما تمر به مصر سواء أكانت مواقف واحتكاكات بين الشعب والشرطة أو النظام بصفة عامة بعض التساؤلات مقارنة بما أكسبتني الحياة من خبرات وعبرات. وهو أنني منذ الصغر لا استطيع أن اصف واشخص حال النظام المصري الذي ما رايته منذ صغري وفي مكاني الذي كنت أعيش فيه سوى انه الشرطة والبوليس والرعب الذي كان يمدني به رجل الشرطة والعسكري عندما كان ينزل علينا ويطل علينا بسيارته السوداء. كنت في حقيقة الأمر أتساؤل وأنا صغير وطفل عندما كنت اجلس على عتبة الدار كي العب مع الأطفال اللذين يماثلونني في العمر وكنت على قدر من الشقاوة وإثارة المشكلات كنت أتساءل عندما أرى رجل الشرطة. قائلاً: من هولاء الرجال اللذين إذا نزلوا إلى ديارنا انقلبت الأوضاع وخاف منهم الطفل والشاب والرجل والنساء حتى بداخل ديارهم ؟ .. والى أي نسب ومكان ينتسب هولاء الرجال بهذا الزى الأسود ؟ ومع ذلك إلى الآن أتساؤل في كمد وحزن ما هولاء الرجال اللذين إذا نزلوا بأرض لا نرى منهم إلا جبروت وتكبر في المعاملة وزنداً من ذراع شاب قوي يجلد ويبطش دون أن يسأله أحد مهما كان ومهما علا صيته في القوة ؟. وجل حزني وحزن الجميع أن الدولة بأكملها تشخص أمام عيني وأعين الجميع أنها الشرطة وأنها البوليس ولا فرار من أي التزام تجاه الدولة على الأشخاص ما دام هولاء الرجال يلاحقون الجميع بزيهم الأسود وخوذتهم الصلبة التي لا يرى فيها كل من يحتك بمن يلبسها إلا التشابه في قلبه مع تحجر تلك الخوذة. والحيرة كل الحيرة أنني لا اعلم إلى الآن من هولاء الرجال اللذين لا يعطون مطلقاً اعتباراَ لرحمة المواطن المصري عند التعامل معه، والاحتكاك به إذا جاءوا لينفذوا بعض الأمور الملزمة للدولة تجاه مواطنيها أو إذا أتوا ليقوِّموا مواطناً مخالفاً إذا وجدت مخالفة منه تجاه مواطنا آخر. والغريب أنني أراهم ليسوا من كوكب آخر أو من عالم يختلف عن عالمنا الذي نعيش فيه لا ولكنهم لحظة حدوث أمر فإننا نجدهم في عجالة بيننا.. كما أنهم يأتون وهم يركبون سيارات كبيرة لا يمكن لكائنات الفضاء ولا الكائنات التي تعيش بأعماق الأرض أن تركبها، وهذا ما يدعوني للحيرة والاستغراب وأتساءل ؟؟ وأنا في غضب شديد من هولاء الرجال وإلى أي ارض هم ينتسبون حتى نتعرف عليهم ونتصاهر حتى معهم لعل في التعرف عليهم والتقرب إليهم بصلات النسب نستطيع وقتها أن نطلب منهم الرحمة والرفقة بالأطفال والنساء والرجال لأنهم بشرا من لحم ودم. والمشكلة الكبيرة إذا اتضح عند تعرفنا بهم أنهم ليسوا بشراً أو كائنات لها عالم مختلف ومكان تأقلمت للعيش فيه بروح القسوة والغلظة وعدم الرحمة وقتها لا ادري وشاركوني التفكير.. إلى أين نرحل ؟ وإلى أي مكان وزمان يحترم آدمية المواطن المصري ؟ ساعدوني في معرفة نسب هولاء الرجال الرسميون اللذين يشاركوننا المعيشة ونجدهم بين أيادينا إما مهدرين لكرامة أو يسحلون البشر وإما جمعا كبيراً من فساد يطرأ كل يوم ونراه على صفحات أخبار هذا الزمن المهين للمواطن المصري .. وهذا ما يدعوني للتساؤل حتى أجد منكم الإجابة على سؤال .. لم تساعدني خبرتي في الوصول إلى إجابته.. وهو إلى أي نسب ينتمي النظام المصري، وهولاء الرجال الرسميون ذوي الملابس السوداء ؟. بقلم/ محمد جلال عبد الرحمن أيميل [email protected]