شهدت محافظة الإسكندرية منذ فض اعتصامي "رابعة والنهضة" مسيرات حاشدة مملوءة بالغضب والاحتقان أدت إلى اشتباكات دامية راح ضحيتها أكثر من 31 قتيلًا، ومئات المصابين، وبلاغات بالجملة ضد جماعة الإخوان المسلمين "هي حصيلة يومين فقط من الاشتباكات التي لا تتوقف في محافظة الإسكندرية، بعدة مناطق في شرق ووسط المحافظة". من جانبهم خرج مؤيدو الرئيس المعزول في مسيرات حاشدة لرفض ما وصفوه ب" الانقلاب العسكري"، وذلك منذ فض اعتصامي ميدان النهضة ورابعة العدوية بالقوة، إلا أن مسيراتهم دائمًا ما تجد استهجانًا من المواطنين بالإسكندرية بعدما لقي مواطنون أبرياء حتفهم في الاشتباكات جراء إصابتهم بطلقات نارية، وآخرون مصابون على فراش الموت يحاولون النجاة من المصير المحتوم أملًا في العلاج والشفاء. المواطن "أحمد صلاح الدين مدني" شهيد فض اعتصام ميدان رابعة العدوية، وشقيق الإعلامي محمد مدني بقناة مصر 25 بالإسكندرية، المقربون للشهيد يؤكدون أنه توفي مبتسمًا وتمنى الشهادة وكتب في آخر أيامه عبر حسابه الشخصي أنه يرى أمامه جنة النعيم ويستنشق رائحتها. وأضاف المقربون للشهيد أنه كان مكلفًا بتأمين ميدان رابعة العدوية بالرغم من إصابته في قدمه بأحداث المنصة السابقة وإجراؤه لعملية جراحية، ولكنه وقف ببسالة وشجاعة أمام قوات الجيش والشرطة، وتوفي نتيجة طلق ناري في الرأس. أما آخر كلمات الشهيد مينا عزيز 25 سنة، سائق تاكسي، لقي مصرعه على يد موظف بنادي المهندسين على طريق كورنيش الإسكندرية هي "كفاية بقى وقفتوا حال البلد" اعتراضًا منه على مسيرات مؤيدي المعزول. إلا أن المتهم الرئيسي بمعاونة آخرين لم يمهلوه فرصه بل انهالوا عليه طعنًا بالسلاح الأبيض وبالأسلحة النارية حتى لقي حتفه، بحسب والدة مجدي عزيز، صاحب مكتب ترحيلات. وأضاف"عزيز" أشعر براحة نفسية بعد أن تمكن الأمن من القبض على أحد العناصر الإجرامية التي قتلت نجلي غدرًا، لأنه كان يدافع عن رزقه وفي انتظار القبض على باقي المتهمين. شهيد الشرطة حسام الدين بهي، الضابط بالأمن المركزي، الذي لقي مصرعه إثر اشتباكات مكتبة الإسكندرية بعد دفاعه المستميت عن وطنه لأكثر من 6 ساعات متتالية. وتمنى الشهيد أن يكون فداءً لوطنه وبالفعل نال ما تمنى بعد أن لقي مصرعه برصاص غادر وهو يدافع عن أهالي منطقة الشاطبي. وفي سياق احتجاج مؤيدي مرسي ضد الانقلابيين على حد وصفهم، تلقى أكثر من قسم شرطة بلاغات بالجملة ضد جماعة الإخوان المسلمين تتهم الجماعة بشكل مباشر بالاعتداء عليهم وإلحاق الإصابات بهم. يقول" س، ع" 21 سنة، مجند بقطاع الأمن المركزي، إنه خلال وجوده بمنطقة الشاطبي فوجئ بحشود من أنصار الجماعة يتقدمون ناحيتهم ويطلقون الرصاص عليهم، مما أدى إلى إصابته بطلق ناري في الفخذ اليسرى. ويتفق معه فيما قاله " إ،ص" 35 سنة، من قوة إدارة المرور مصابًا بطلق ناري في الكتف، خلال وجوده أمام منطقة الشاطبي لتنظيم المرور تصادف وجود مسيرة لأنصار الجماعة فقاموا بإطلاق النار تجاهه. كما تم الاعتداء على وحيد عبد الخالق 64 سنة،عقيد قوات مسلحة على المعاش، حيث قام المتظاهرون المنتمون لجماعة الإخوان المسلمين بالتعدي عليه بالضرب محدثين به جرحًا في الرأس واشتباهًا ما بعد الارتجاج وسرقة طبنجة خاصة به مرخصة من قسم شرطة سيدي جابر.