المصريون يأكلون لحومًا مصابة بديدان الساركوسيست.. نسبة الإصابة في الجمال 45.5% والجاموس 76.6% والأبقار 30% والأغنام والماعز 80%

كشف الدكتور فتحي النواوي أستاذ الطب البيطري بجامعة القاهرة، أن الأطباء البيطريين المصريين الذين ترسلهم هيئة الخدمات البيطرية إلى الخارج للكشف على الحيوانات التي يتم ذبحها وتوريد لحومها إلى مصر غير مدربين على اكتشاف الطفيليات، والتي لا ترى بالعين المجردة، وأنهم فقط يستطيعون اكتشاف الأمراض التي لا ترى بالعين المجردة.
وحذر خلال اجتماع لجنة الصحة بمجلس الشعب أمس من أن الطفيليات التي لا ترى بالعين المجردة هي الأكثر خطورة على الإنسان لأنها تنتقل له بسرعة سواء عن طريق الأبقار أو الجاموس أو الخنازير، وذلك في رده على طلب إحاطة للنائب الإخواني الدكتور عبد الحميد زغلول حول تصريحات الدكتور حاتم الجبلي وزير الصحة بشأن صلاحية كميات اللحوم المستوردة من الهند والمصابة بديدان الساركوسيست.
وأضاف إن اللحوم الهندية التي استوردتها مصر والمصابة بدودة "الساركوسيست" لا يجوز إخراجها من الهند، أو أن تستقبل في مصر لأنها لحيوانات كبيرة السن تتراوح أعمارها ما بين ثلاثة سنوات ونصف وأربع سنوات، بينما الاشتراطات الصحية تستلزم ألا يزيد عمر الحيوان عن 30 شهرا، لذلك يجب على المستوردين المصريين أن يستوردا لحوم من مجازر تذبح حيوانات صغيرة.
في المقابل، قلل الدكتور حسن عيداروس خبير الطب البيطري بمنظمة الصحة العالمية عن خطورة ديدان الساركوسيست، لأنها من أوليات الديدان وتموت بالتجميد أو الغليان، لذلك فهي لا تمثل خطورة على الإنسان أو الحيوان، وأشار أن القانون المصري فيما يتعلق بهذا الطفيل لا يضع له أية مواصفات.
وأوضح أنه يجب عدم التشدد في مواصفات اللحوم، لأن هذا الطفيل يقاس بكف اليد، لذلك نجد كيلو لحم ب 140 جنيها وكيلو آخر ب 30 جنيه، حسب نسبه الطفيلي الموجودة في كف اليد الواحد.
وأضاف أن التشدد والتسهيل يرجع للمسئول فلو زادت الشروط "هيبقى كيلو اللحم ب60 جنيهًا أو 80 جنيهًا"، وأعطى مثالا بالقمح قائلا إن "القمح أبو 1000 جنيه غير القمح أبو 600 أو 800" لكنه أكد أن وجود هذا الطفيل في اللحم شيء مقزز.
وعرض الدكتور محمد نجيب رئيس الإدارة المركزية للحجر البيطري لدور الهيئة العامة للخدمات البيطرية في استيراد اللحوم الحية والمذبوحة ومخلفات الحيوانات بعد دراسة الموقف الوبائي لبلد المنشأ هو الذي يحدد دخول اللحوم من عدمها، وقال: "مفيش بلد خالية من الأمراض وكل دول العالم بها أمراض وأن دول حوض النيل من أكثر دول العالم إصابة بأمراض وبائية".
وأشار إلى أن الهيئة اعترضت خلال الفترة الأخيرة على ثلاث شحنات من الهند، وأن لجان المعاينة والفحص التي يتم إيفادها من الخارج تقوم بالتأكد من عمر الحيوان فكلما زادت الفئة العمرية للحيوان زادت المشكلات، وقال "إن الفحص يتم قبل الذبح وتقوم اللجنة بمراجعة عملية الذبح الإسلامي".
إلا أن رئيس الإدارة المركزية اعترف ضمنا بوجود مخالفات، بقوله: "ربنا هيدخل ناس النار وهيدخل ناس الجنة واللى هيدخلوا النار كتير، لذلك لا أدعى أن الأطباء البيطريين ملائكة لذلك تم وضع اشتراطات في أعضاء لجان الفحص منها ألا يقل مدى عمل الطبيب في هذا المجال عن ثلاث سنوات".
وكشف أن هناك دول تستورد مصر منها اللحوم دون إرسال لجان فحص، حيث تتم معاينة المجازر بها من قبل بعثة مصرية كل عامين أو ثلاثة أعوام، وهي البرازيل وبارجواي وأستراليا، أما الدول التي يتم إيفاد لجان إليها فهي إثيوبيا والسودان والهند.
وطالب عدد من الأعضاء بلجنة الصحة ومن بينهم الدكتور عبد الحميد زغلول والدكتور أكرم الشاعر وآخرين بعدم استيراد لحوم من الهند التي تشهد جميع شحناتها العديد من المشكلات، وتساءل الأخير عن مصير الشحنات التي يتم رفضها وهل يتم إعدامها أم أنها تعود لبلد المنشأ مرة أخرى؟.
من جانبه، كشف الدكتور نصر السيد مساعد وزير الصحة، أن الدراسات العملية أكدت ارتفاع نسبة إصابة اللحوم في مصر بديدان "الساركوسيست"، وتصل نسبة الإصابة في الجمال إلى 45.5% وفي الجاموس 76.6% وفي الأبقار 30% وفي الأغنام والماعز النسبة إلى 80%. وقال إن نسبة الإصابة في اللحوم الهندية تصل إلي 80% وفي اللحوم الواردة من استراليا إلي نسبة 52% واللحوم السيرلانكية إلى 69%.
وأضاف إن مصر استقبلت منذ بداية العام الجاري 2010 حتى الآن 176 رسالة لحوم من الهند تم رفض 104 رسالة منها لارتفاع نسبة الإصابة بها.