ذكرت مصادر أمنية وشهود عيان أن الخبراء العسكريين الأمريكيين رحلوا عن منطقة الحدود المصرية مع قطاع غزة، بعد انتهائهم من تركيب منظومة الكشف عن الأنفاق بطول الحدود، بعد أسبوع من قرار الرئيس حسني مبارك بإعادة فتح معبر رفح، إثر تعرض قافلة أسطول "الحرية" لهجوم إسرائيلي. وكانت الولاياتالمتحدة أوفدت أربعة خبراء عسكريين منذ عام ونصف العام للإشراف على تركيب منظومة الكشف عن الأنفاق بطول حدود مصر مع قطاع غزة والتي يبلغ طولها 13.5 كم، لمكافحة عمليات التهريب عبر الأنفاق، وقد غادروا مصر "لأسباب أمنية تتعلق بفتح معبر رفح البري للعبور في كلا الاتجاهين". وهؤلاء الخبراء كانوا مقيمين بشكل دائم بالجانب المصري، وقد انتهوا من عملهم الأسبوع الماضي، وقاموا بتسليم المنظومة للأمن المصري، على أن يتم عمل دورات تدريبية للقوات المصرية على كيفية استخدام المنظومة. لكن قرار فتح معبر رفح البري في الأسبوع الماضي حال دون استكمال التدريبات، وانسحب الخبراء الأمريكيون من الحدود لأسباب أمنية بعد فتح معبر رفح على أن يعودوا في وقت قريب لتدريب الأمن المصري الذي تلقى صورا وكليبات من هواتف فلسطينية محمولة أوضحت نجاح المهربين في إحداث ثقوب في الجدار الفولاذي بلغ قطر الثقب الواحد ما بين مترا ومتر ونصف المتر. وخلال الفترة التجريبية لتركيب الأجهزة كان يقوم الخبراء العسكريون الأمريكيون بإخطار الجانب الإسرائيلي بمكان النفق الذي حددت الأجهزة مساره ومكانه ليقوم بقصفه بعناية فائقة بعد أن تلقى تقريرا عن مكان النفق كان ذلك خلال الشهور القليلة الماضية، أما الجانب المصري فيقتصر دوره في الكشف عن مكان النفق وتدميره دون تدخل الجانب الإسرائيلي. ورجحت مصادر أمنية مصرية فشل المنظومة إذا نجح المهربون في عمل فتحة جديدة لنفس النفق المضبوط عن طريق أجهزة الكشف عن الأنفاق، واعترفت بأن الجدار الفولاذي تم اختراقه بالفعل تحت الأرض من قبل مهربين فلسطينيين، وبلغت تكلفة المحاولة الواحدة لثقب الجدار الفولاذي حوالي عشرة آلاف دولار لكن في النهاية توصل المهربون لأن يخترقوا الجدار بقطر يوازي قطر النفق المغلق بسبب الجدار. وتقوم منظومة مراقبة أنفاق التهريب على غرف مراقبة ومتابعة لأجهزة "السينسور" بطول الحدود، وبلغ عدد الغرف الفرعية التي تستقبل إشارات الصوت والحركة تحت الأرض الخاصة بالإنفاق حوالي 18 غرفة فرعية، والمسافة الفاصلة بين كل غرفة وأخرى حوالي 600 متر، وكل غرفة يخرج منها كابل طوله يزيد عن عشرة أمتار تم وضعه بشكل عمودي داخل باطن الأرض وينتهي الكابل بجهاز في حجم كف اليد يسمى سينسور يلتقط أية إشارات تدل على وجود حركة وصوت في باطن الأرض تتعلق بحفر نفق أو تحركات داخل نفق لأشخاص يقومون بتهريب داخل الأنفاق. ويقوم السينسور بنقل إشارة الصوت والحركة عن طريق الكابل وحتى شاشات الاستقبال المتواجدة داخل الغرف الفرعية، وهي عبارة عن كرافانات، وكل 600 متر يوجد سينسور واحد تحت الأرض موصل بغرفة واحدة فرعية، والغرف الفرعية ترسل جميع إشاراتها ونتائجها لغرفتين رئيسيتين تقوم بطبع تقرير رسم بياني عن مكان النفق الذي صدر منه صوت وحركة. وعلى ضوء الرسم البياني الذي حدد مكان النفق يقوم جهاز حفار صغير بعملية حفر عمودية للأرض حتى يصل لجسم النفق ويتم إنزال كاميرا على شكل روبوت إنسان آلي صغير يقوم بتصوير اتجاه جسم النفق داخل الجانب المصري، ثم يقوم الحفار بحفر مكان آخر لتحديد مسار النفق حتى يتم الوصول لفتحة النفق داخل الجانب المصري ليقوم بعدها الأمن المصري بغلق النفق أما بالحجارة أو بالتفجير. المشكلة التي تواجه المنظومة هي تحويلة بسيطة يقوم بها المهربون من تحت الأرض للخروج بفتحة جديدة للنفق الذي أغلقه الأمن المصري ومن هنا لا توجد جدوى حقيقية لمنظومة الكشف عن الأنفاق.