وتفويض وزارة الداخلية محاولة لتعزيز الوضع القانوني لفض الاعتصام بالقوة ويؤكد احتمالية تجدد أعمال العنف.. وتأثير الوفود الأجنبية على الاضطرابات السياسية في البلاد لا يكاد يذكر في تعليقها على تفويض مجلس الوزراء وزارة الداخلية بفض اعتصامات مؤيدي المعزول، رأت صحيفة "نيويورك تايمز"، الأمريكية، أن أماكن اعتصام مؤيدي المعزول أصبحت مصدر إزعاج للحكومة، ومناطق قابلة للتحول إلى مواجهات دموية لأقل شيء منذ عزل مرسي، مشيرةً إلى مقتل أكثر من 140 شخصًا من أنصار المعزول على يد قوات الأمن . واعتبرت هذا التفويض إنما هو مجرد محاولة لتعزيز الوضع القانوني لفض الاعتصام بالقوة، مشيرةً إلى أن ذلك يأتي عقب لقاء رئيس الوزراء المؤقت لكل من وزير الدفاع، والقائد الأعلى للقوات المسلحة الفريق أول عبد الفتاح السيسي، ووزير الداخلية. ووصفت المعسكرات المؤيدة للإخوان ب"الرمز القوي" للمأزق الذي تشهده الحياه السياسية المصرية، لافتةً إلى اشتمال تلك الأماكن على محال، وحلاقين، ووجود محطة تليفزيونية لتغطية أخبارهم. وكشفت عن أنه لم يكن هناك حتى وقت متأخر من ليل الأربعاء أي مؤشرات على قرب مداهمة قوات الأمن للاعتصامات؛ على الرغم من وجود دلائل على حدوث وشيك لها، ونقلت عن جهاد الحداد المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين قوله: "إن الجهات المعنية قامت بحث سكان رابعة العدوية على إبعاد سياراتهم عن المكان، كما شرعت سيارات الشرطة بالتجمع بالقرب من الاعتصام". وذكرت أن السلطات المصرية باتت تنظر إلى ميداني رابعة، والنهضة على أنهما "بؤر للإرهاب"، ذلك المصطلح الذي يستخدمونه بشكل "فضفاض" لوصف خصومهم، وتابعت أن المسئولين يعتقدون أن بحوزة الإسلاميين أسلحة، ويتهمونهم بانتهاكات أخرى شملت التعذيب "المميت" – على حد وصف نيويورك تايمز – لما لا يقل عن 11 شخصًا. أما صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، فقد اعتبرت تكليف الحكومة المؤقتة لوزير الداخلية محمد إبراهيم باتخاذ كل التدابير الممكنة لمواجهة العنف في البلاد وفض اعتصام مؤيدي المعزول مرسي في ميداني رابعة العداوية والنهضة، تأكيداً على احتمالية تجدد أعمال العنف في شوارع مصر في أقل من أسبوع، مشيرةً إلى مقتل ما لا يقل عن 80 شخصًا من أنصار المعزول على أيدي قوات الأمن خلال الاشتباكات التي اندلعت في أماكن اعتصامهم. ورأت أن التعهد بفض الاعتصام إنما يسلط الضوء على عدم جدوى زيارة كاثرين آشتون، الممثل الأعلى للسياسة الخارجية، والأمنية للاتحاد الأوروبي والتي استمرت ليومين، في محاولة لتسهيل الحوار بين الأطراف المتنازعة، وإنهاء المأزق السياسي الذي تشده مصر، لافتةً إلى كون آشتون أول مسئول أجنبي يلتقي مرسي منذ أن تم اعتقاله. وأوضحت أن مجلس الوزراء حينما فوض وزارة الداخلية لفض الاعتصام وأصدر أوامر باستخدام كل الإجراءات الضرورية لذلك، لم يحدد إطارًا زمنيًا للقيام بذلك. ووصفت الصحيفة الأمريكية المعسكر الذي يقيمه مؤيدو المعزول خارج مسجد "رابعة العدوية" بالمدينة الصغيرة، مع استكمال الأسلاك الكهربائية، والمواقد المحمولة. وقالت إنه بالإضافة إلى آشتون وغيرها من المسئولين الأوروبيين، حثت الإدارة الأمريكية الحكومة المصرية المؤقتة، والقوات المسلحة على تجنب أعمال العنف التي تقرها الدولة -بحسب قول الصحيفة-، وتعجيل الانتقال الديمقراطي في أقرب وقت ممكن، لافتةً إلى قول ماري حرف، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، خلال مؤتمر صحفي: "إننا نواصل جهودنا في حث المسئولين في الحكومة المؤقتة، وقوات الأمن على احترام التجمع السلمي، والذي يشتمل بصورة واضحة على الاعتصامات". وأشارت إلى أن قوات الأمن كانت قد ألقت القبض على المئات من أنصار مرسى منهم العديد من قيادات "الإخوان"، وغيرهم من الشخصيات الإسلامية البارزة منذ عزله. وقالت إن وسائل الإعلام المصرية قد أججت المشاعر المعادية للإسلاميين خلال الأسابيع التي أعقبت عزل مرسي، واتهمت جماعته بتبني "أساليب إرهابية"، والتآمر مع الولاياتالمتحدة؛ لإعادة مرسي إلى سُدة الحكم. واعتبرت أن تأثير زيارة وفدي الاتحاد الأوروبي، والاتحاد الإفريقي، كان "ضئيلاً" على الاضطرابات السياسية في مصر.