يَبْدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم الأحد تنفيذ واحدة من أكبر المناورات العسكرية التي يقوم بها في تاريخه، والتي تحاكي كيفية التعاطي مع هجوم يستهدف إسرائيل من عدة جهات. وستنفذ هذه المناورة التي أطلق عليها اسم "نقطة تحول 4" على المستوى القطري في إسرائيل تحت إشراف قيادة الجبهة الداخلية في جيش الاحتلال. من جانبها أعلنت قيادة الجبهة "أن هذه المناورات ستستمر خمسة أيام يتم خلالها التدرب على التعامل مع احتمال تعرض إسرائيل لإطلاق المئات من الصواريخ والقذائف الصاروخية من سوريا ولبنان وقطاع غزة في آنٍ واحد". ونقلت الإذاعة العبرية عن مسئولين في جيش الاحتلال قولهم: "إنه وفي إطار التمرين ستطلق صفارات الإنذار في جميع أنحاء إسرائيل في الساعة ال 11 من صباح يوم الأربعاء المقبل حيث سيطلب من المواطنين فيها دخول المناطق المحمية". وأضاف المسئولون: "إنه ستشارك في التمرين قيادة الجبهة الداخلية في الجيش وأجهزة الطوارئ والإنقاذ والدوائر الحكومية المختلفة وجهاز التعليم والسلطات المحلية، كما سيتدرب الجنود على كيفية التعامل مع سيناريوهات بشأن احتمال تعرض شبكة الحواسيب التابعة للجيش الإسرائيلي لهجوم إلكتروني من شأنه أن يؤدي إلى شل أجهزة الحواسيب". يُذكر أن تنفيذ هذه المناورات يأتي بعد أسابيع قليلة من اتهام إسرائيل حزب الله اللبناني بالحصول على صواريخ متقدمة من سوريا. وبالأمس أعلن حزب الله أنه وضع الآلاف من جنوده في حال استعداد لمواجهة احتمال شن إسرائيل حرب على لبنان في إطار هذه المناورات، والتي ترافق الإعلان عنها مع صدور تقارير بإمكانية إعادة الاحتلال لقطاع غزة. ويسود الاعتقاد في إسرائيل حاليًا بأن مناورات "نقطة تحول 4" هي أحد تداعيات الحرب الفاشلة التي شنتها على لبنان في صيف عام 2006 وتهدف من بين إجراءات وتدابير فحص مدى جهوزية الجبهة الداخلية لأي حرب قادمة. ويؤمن الكثيرون أن إسرائيل تعيش إشكالية حقيقية تتعلق بتغيير موازين القوى في المنطقة وهو ما يدفعها إلى إقرار هذه المناورات وتنفيذها سنويًّا بسبب الخشية من العجز عن توفير حماية للجبهة الداخلية فيها إذا ما تعرضت لهجمات صاروخية مكثفة. كما يصرُّ الإسرائيليون في السياق ذاته على الزعم بأن نجاح إيران في إجراء تجربتها لإطلاق صواريخ بعيدة المدى مؤخرًا والخشية من امتلاكها قدرات نووية يشكل واحدًا من الدوافع التي دفعتها لاتخاذ استعدادات لمواجهة سيناريوهات خطرة قد تتعرض لها. وتحدثت وسائل إعلام في إسرائيل خلال الأيام الأخيرة أن جيش الاحتلال أعد خططًا لإجلاء مئات الآلاف من مواطنيه في حال نشوب حرب تطلق خلالها صواريخ من دول مجاورة، حيث تشمل هذه الخطط التي وضعتها قيادة الجبهة الداخلية فحص الجوانب المختلفة للخطة التي تعدها في إطار "المناورة الدفاعية القطرية" التي سيجريها الجيش الإسرائيلي اليوم.