وسط كل الأخبار المحزنة.. والأحداث المؤسفة جاء خبر اختيار جمعية القلب الأمريكية – إحدى أهم منظمات أمراض القلب في العالم – للدكتور «السير» مجدي يعقوب ليفوز بلقب «أسطورة الطب في العالم»، وليؤكد أن مصر العظيمة التي أنجبت مجدي يعقوب ومحفوظ والباز وزويل وغيرهم من العظماء.. قادرة على تجاوز محنتها.. والعودة إلى إبهار العالم بأهم هبة خصها بها الله تعالى.. «أبناؤها». د.مجدي يعقوب ابن مصر البار.. الذي «شرفنا» ورفع رأسنا أمام العالم كله، كأحد أمهر وأشهر جراحي القلب في تاريخ الطب، ولد في مصر (بلبيس – الشرقية)، لعائلة مسيحية أرثوذكسية تنحدر أصولها من الصعيد (أسيوط) درس الطب بجامعة القاهرة، وأكمل في شيكاجو، قبل أن ينتقل لبريطانيا عام 1962، حيث ذاع صيته وكرمته الملكة بمنحه لقب «فارس»، ليصبح سير مجدي يعقوب عام 1966. وكرمته مصر بمنحه وسام قلادة النيل العظمى عام 2011. وعندما اعتزل ممارسة الجراحة بعد أن بلغ 65 عامًا، وأصبح استشاريًا فقط، لم يذهب للتقاعد في الريف البريطاني الساحر، أو يجلس على شواطئ جنوب أوروبا الدافئة كما يفعل عباقرة الجراحين من أمثاله، بل عاد د.مجدي يعقوب إلى بلده الأم مصر لينشئ مركز جراحات القلب في مدينة أسوان، ويصبح أكبر وأحدث مركز من نوعه في إفريقيا.. وقبله أنشأ مركزًا في «جدة» بالسعودية، ثم في «بوروندي»، والآن يترأس وفدًا طبيًا إلى «إثيوبيا» - ربما «ليرقق» قلوب الإثيوبيين علينا!!.. كل الشكر لابن مصر البار، ولعله يكون قدوة لكل شباب مصر.. مسلمين ومسيحيين! مشهد الأشخاص الذين كانوا يطلقون النار على المعتصمين في التحرير، يفتح جروحًا دامية.. ويطرح أسئلة لا أدري من سيجيب عنها. - هل وصل التعصب والجهل بنا إلى حد «إطلاق النار» عند الخلاف في الرأي؟ - هل هذا الشخص الذي أطلق النار، وتم القبض عليه واعترف أمام الشاشات يدرك خطورة ما يفعله؟ - كم «إخوانيًا» آخر بهذه السطحية والضحالة والجهل يعتقد أنه بإطلاقه النار على صدور أشقائه المصريين سيدخل الجنة؟ - لا شك أن مطلق النار مذنب.. ولكن الأكبر ذنبًا هو من «غسل مخه»، وأقنعه بأنها معركة بين الخير المطلق والشر المستطير،.. وبين المؤمنين والكفار.. وهذه الجريمة لا ترتكب فقط مع البسطاء ضعيفي العقول كهذا الشخص الذي رأيناه، بل أيضًا مع المتعلمين وخريجي الجامعة، فقد كان أحد من ألقوا بالأطفال في الإسكندرية خريج «تجارة إنجليزي»! ارحموا مصر.. فلا خيار لنا جميعًا سوى التفاهم والتعايش في سلام على أرض المحروسة. متى سنتخلص كمصريين من عقدة «صناعة الفرعون»؟.. سبق وحذرت في مقال سابق من تحويل الرئيس المعزول إلى فرعون عندما بدأ بعض السياسيين والكتاب يرفعونه إلى مصاف الأنبياء والرسل وكبار المفكرين ورجال السياسة. واليوم تنتشر على صفحات «الفيس بوك» صور ومقالات تمجد الفريق أول عبد الفتاح السيسي وتشبهه بجمال عبد الناصر بعضهم وضع صورة للسيسي «طفلًا» وهو يؤدي التحية لناصر في احتفال سابق بثورة 23 يوليو، ويعلقون عليها بأن الزعيم عبد الناصر يصافح «الزعيم الجديد» السيسي!! أرجوكم كفانا صنع فراعنة، ولا تسيئوا للرجل من حيث لا تدرون، فالرجل أرضى ضميره، وله في القلوب من الشكر والعرفان ماله،.. ولكن لا تحولوه إلى زعيم.. ولا تصنعوا له بنفاقكم زعامة لم يطلبها. وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء. حسام فتحى عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. twitter@hossamfathy66