دعنى أنا وابن بلدي نتفاهم.. نتخاصم.. أو حتى نتقاتل.. لكن "الزم حدودك" عندما تتحدث عن الجيش المصرى.. لا يغرنك الطفرة التى أحدثتها لبلادك.. أو الشعبية التى حصلت عليها بشتى البلاد العربية والإسلامية بسبب بعض المواقف التى اتخذتها.. أول من أيدك فيها جموع المصريين.. ولكن عندما تتحدث عن الجيش المصرى يجب أن تعى تمامًا كل كلمة تتفوه بها، لأنك ببساطة لست وحدك من سيحاسب عليها.. ولا بلادك.. ولا حتى مصر.. بل أمة بأكملها باتت مهددة فى أمنها واستقرارها بسبب "النعرات الكدابة" و"الشو الرخيص". .. درسان من التاريخ يستطيعان الرد بكل قوة بدلاً من الجميع على اللهجة الاستعلائية التى يستخدمها أردوغان ضد قادة الجيش المصري.. ووصفه الدائم لهم بالانقلابيين.. الأول: نفس اللهجة الاستعلائية استخدمها السلطان العثمانى محمود الثانى ضد محمد على باشا والى مصر.. فكانت الحرب المصرية - العثمانية الأولى - والثانية.. لأول مرة في التاريخ.. والتى دارت رحاها بين مصر.. والدولة العثمانية، وترتب على ذلك "سحق" الجيش المصري لجيوش الدولة العثمانية.. مخلفًا لهم 2000 قتيل.. و2500 أسير.. بينما لم تزد خسائر الجيش المصري عن 102 قتيل.. "لاحظ الفرق".. بعدها وصل المصريون إلى قلب إسطنبول العاصمة، ولم يستطع السلطان العثمانى رؤية جيوشه تنهار أمام زحف المصريين، فتوفى على إثرها بعد 3 أيام فقط من اجتياح الجيوش المصرية للدولة العثمانية.. حزنًا على ما حدث. الثانى: من أجل حل الأزمة التى نشأت بين البلدين من جراء التدخل "الأردوغاني" فى الشأن المصرى.. اتصل الدكتور محمد البرادعى محاولاً الوصول لصيغة تفاهمية مع الدولة الإسلامية الشقيقة.. فما كان من أردوغان إلا الخروج بمؤتمر "استعراضى".. يرفض فيه الحوار بغض النظر عن الأسباب التى أعلنها.. وما أشبه الليلة بالبارحة.. نفس الأمر حدث عندما تدخلت القوى الاستعمارية فى ذلك الوقت لوأد القوة العربية الوحيدة التى أسسها محمد على بعد انتصاراته المذهلة على الدولة العثمانية الأم.. .. فطن محمد على للمصيدة.. وناشد السلطان العثمانى الحوار.. وإزالة الخلافات للتوحد من أجل عدم تفتيت الأمة لصالح هذه القوى.. فما كان من السلطان إلا تسريب الرسالة "بسذاجة" يحسد عليها للقوى الغربية.. التى تدخلت بالطبع لتجبر الجيش المصرى على التراجع حتى تحافظ على الأمة الإسلامية والعربية فى حالة دائمة من "الضعف والهوان". نهاية: الأداء الاستعراضى لأردوغان.. وما يفعله بتغليب انتمائه لتيار الرئيس السابق على حساب علاقة بلاده بمصر.. "استخفاف".. و"مخاطرة شديدة".. لأنه مثلما يرفض ما حدث.. هناك دول أغنى.. ولها تأثير على القرار العالمي بما تملكه من ثروات.. "تؤيد الجيش المصري".. ناهيك عن قدرة الجيش وقياداته على رد الصاع "مرات".. قولاً.. وفعلاً.. لكل من يحاول مجرد "التجرؤ عليه".. نصيحة أخيرة يا سيد أردوغان: قلَب جيدًا فى صفحات تاريخ بلادك لتعرف من هو "الجيش المصري".