أعربت بنيتا فيريرو والدنر المفوضة العامة بالاتحاد الأوروبي للعلاقات الخارجية وسياسات الجوار عن أسفها واعتذارها باسم الاتحاد الأوروبي عن الرسوم المسيئة للرسول صلي الله عليه وسلم ، كما أكدت علي احترام الأديان ، لكنها اعتبرت أن حرية العقيدة والاعتقاد شيء غير قابل للتفاوض. وشددت بيننا فيريرو والدنر ، في المحاضرة التي ألقتها ظهر أمس السبت بمكتبة الإسكندرية ، علي أن حرية التعبير أمر مهم جدا في القيم الأوروبية ، وهي أيضا غير قابلة للتنازل عنها ، لكن هذا يجب أن يكون مصحوبا بمسئوليات . واعترفت والدنر بوقوع أخطاء في العلاقات بين المسلمين وأوروبا أدت إلى اندلاع مشاعر الغضب في العالمين العربي والإسلامي ، مشيرة إلى أن الرسوم المسيئة للرسول أظهرت قدرا من سوء الفهم بين أوروبا والعرب ، وأن أوروبا صدمت من رد الفعل الإسلامي الغاضب . وطالبت مفوضة الاتحاد الأوروبي بأن يكون الاحترام المتبادل وحوار الثقافات هو الطريقة الوحيدة لإيقاف هذا الصدام. وقد فجرت مفوضة الاتحاد الأوروبي قضية خطيرة حينما أعلنت عن نيتها التحدث مع الرئيس مبارك ورئيس الوزراء د. احمد نظيف عن ما أسمته حرية العقيدة ، زاعمة أن مصر اتخذت خطوات نحو حرية العقيدة والاعتقاد ، مما أعتبره جمهور الحضور إشارة إلى حكم القضاء الإداري الصدام القاضي بالاعتراف بالبهائية كديانة جديدة في مصر. وأكدت مصادر دبلوماسية ل " المصريون " أن أجندة زيارة بيننا فيريرو والدنر للقاهرة تشمل التطرق لهذه الموضوع ، مشيرة إلى أنها تعتزم ممارسة ضغوط على الحكومة المصرية للاعتراف بالبهائية كديانة ، وإدراج اسم البهائية أمام خانة الديانة بجميع المستندات والأوراق الرسمية. من ناحية أخرى ، تطرقت مفوضة الاتحاد الأوربي للعلاقات الخارجية خلال المحاضرة إلى قضية تغيير المناهج التعليمية ، مؤكدا أن التعليم هو مفتاح التفاهم المشترك بين الشعوب ، وأنه يجب جعل مناهج التعليم تتماشي مع مفهوم حوار الحضارات والثقافات. وفسر البعض طلب تطوير المناهج من قبل الاتحاد الأوروبي على أنه محاولة جديدة للتخلص نهائيا من كتب التربية الدينية واستبدالها بما يسمي التربية الاجتماعية . وأكد المصادر " أن منظمة " أناليند " للحوار بين الحضارات ، والتي تتخذ من مكتبة الإسكندرية مقرا لها ، تمارس ضغوطا على الحكومة المصرية لتغيير المناهج وتقليص المحتوي الديني فيها بزعم تسهيل الحوار بين الحضارات. وكشفت المصادر أن هذه المنظمة على صلات وثيقة بالحركة الصهيونية وأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية ، وتقوم بإعداد تقارير في كل نواحي الحياة في مصر ، كما أنها تتلقي دعما معنويا وعلميا كبيرا من مكتبة الإسكندرية . وحضر محاضرة مفوضة الاتحاد الأوروبي بمكتبة الإسكندرية وزير الخارجية أحمد أبو الغيط ، والذي عقب على كلمة المفوضة الأوروبية لافتا إلى أن أوروبا تجهل الكثير عنا ، وأن العرب يعرفون أوروبا أكثر مما هم يعرفوننا ودعا أوروبا لمعرفة العرب.