على الإنسان أن يكون رحيماًلأنّ الرّحمة تجمع بين البشر. وأن يكون أديباً لأنّ الأدب يوحد القلوب المتنافرة، وأن يتمرّس بالفن والموسيقى لأنّ الأخيرة تنقذ القلوب من جراثيم الطّمع والأنانية. " تولستوي " يختلف تعريف الإنسان من النّاحية العلميّة والعقائديّة والفلسفية و الثّقافيّة. فمن النّاحية العلميّة، " هو من الثديّيات ويملك عقلاً متطوّراً ويمشي على اثنين. أمّا من الناحية العقائديّة فهو الرّوح الكامنة في الجسد والّتي تتحكّم به. من الناحية الفلسفيّة، في الفلسفة اليونانيّة، الإنسان هو المواطن في المدينة. ومن الناحيّة الثّقافيّة، هو الكائن القادر على الإنتاج الثّقافي و المعرفي والعلمي. والإنسانيّة هي كل إنتاج ثقافي أو معرفي أو علمي عبر التّاريخ. فمن جعل الإنسان يصل إلى هذه المرحلة من التّطوّر، ولا أقصد من النّاحية البيولوجيّة، بل من النّاحية الثقافيّة والمعرفيّة والعلميّة هو الإنسان نفسه. فالإنسان البدائيّ الّذي كان يعيش في الكهوف، يختلف كل الاختلاف عن الإنسان الحالي. مع إنّه يتّفق معه من النّاحية الفيزيولوجيّة. فالأوّل قريب إلى الوحش، أمّا الثاني قريب إلى الإنسان. " وهنا أتكلم عن الإنسانيّة المطلقة، ولا أتكلّم عن الأخلاق، لان أغلب الحيوانات تملك أخلاقاً أكثر بكثير من أخلاق البشر الّذين خلقوا مفهوم الأخلاق ". إذاً، "الإنسانيّة " هي كل ما أنتجه الإنسان من أخلاق، إلى إنتاج فكري، إلى علم إلى فلسفة وأدب ومسرح وغناء... الخ. وهذا ما أعطى الإنسان قيمته كإنسان بالمعنى الحرفي للكلمة. " فالإنسان " هو من يتجاوز مرحلة البحث عن الطّعام والشّراب، إلى مرحلة الإنتاج الفكري وفي هذه الحالة فإنّه يعبّر عن إنسانيّته بطرق شتى...