دعا الرئيس الأمريكي باراك أوباما الرئيس محمد مرسى وقادة المعارضة ببدء حوار بناء ونبذ العنف. وقال أوباما خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الجنوب إفريقي جاكوب زوما عقد أمس بجنوب إفريقيا "نحن نتابع الوضع بقلق"، موضحًا أن "الحكومة الأمريكية اتخذت إجراءات لضمان أمن سفارتها وقنصلياتها وموظفيها الدبلوماسيين في مصر"، وأضاف "نحن ندعو كافة الأطراف إلى العمل على عدم التورط في العنف والشرطة والجيش إلى التحلي بضبط النفس الملائم". وطلب أوباما من مرسي أن يجري "مباحثات بناءة أكثر" لتحسين الوضع في البلاد. وفي القاهرة، قالت مصادر مطلعة، إن الإدارة الأمريكية تتعامل مع الأزمة المشتعلة مع مصر وفق منظور "راقب وانتظر"، في انتظار اتضاح الصورة كاملة خلال التظاهرات التي ستنطلق اليوم لسحب الثقة من الرئيس، وإن كانت واشنطن تراهن على استمرار الدعم لمرسي حتى إشعار آخر. ووفق المصادر، فإن واشنطن تتابع التطورات في مصر عبر "خلية أزمة" داخل وزارة الخارجية الأمريكية تنطلق رؤيتها لها من ضرورة الحفاظ على شرعية مرسي الذي عكست مليونيات الإسلاميين أنه مازال يحتفظ بدعم قطاع واسع من المصريين. وأضافت أن واشنطن تثق في قدرة الرئيس وحلفائها على المرور من الأزمة بأقل الخسائر، في الوقت الذي تؤكد فيه تقارير السفارة الأمريكيةبالقاهرة، أن مرسي استطاع تأمين دعم المؤسسة العسكرية القلقلة جدًا من التيارات الثورية "غير المنضبطة". من جانبه، قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة، إن واشنطن حتى الآن مازالت تراهن على الرئيس مرسي وقدرته وحلفائه الإسلاميين على تمرير الأزمة بسلام، باعتبار أن مواقف الجيش خلال الفترة الأخيرة تميل للحفاظ على شرعية الرئيس لتجنيب مصر فتنة كبيرة. وأشار إلى أن مواقف واشنطن لن تتحدد بشكل نهائي إلا صباح الأول من يوليو عندما تتلقى وزارة خارجيتها تقارير كاملة حول مدى قدرة المعارضة على لعب دور في أي تغيير سياسي مرتقب في تاريخ مصر، مشيرًا إلى أن تكرار سيناريو تراجع واشنطن عن دعم الرئيس السابق حسني مبارك غير متوقع. ونبه إلى أن واشنطن ستواصل اتصالاتها المكثفة مع المؤسسة العسكرية لتحديد إلى أين تتجه الإحداث في مصر لاسيما أن واشنطن تشاورت مع قوى عربية وأوروبية أجمعوا على أن مصر ليست على مقربة من تغيير سياسي كبير.