كشفت مصادر سياسية بالقاهرة عن أن فشل الوساطة التي تقوم بها مصر لتسوية الخلافات المتفاقمة بين سوريا والأردن كان السبب في تأجيل القمة الثلاثية التي كان مقررا عقدها أمس الثلاثاء في منتجع شرم الشيخ بين الرئيس مبارك والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والرئيس السوري بشار الأسد. وأشارت المصادر إلى أن الوساطة لم تكلل بالنجاح بسبب موقف الأردن من اتهام سوريا في قضية ضبط شحنة من الأسلحة قال إن حركة "حماس" كانت تخطط لإدخالها إلى الأراضي الفلسطينية عبر الأراضي الأردنية، وتأكيدها بأن دمشق كانت ضالعة في هذه العملية بالتعاون مع قيادات الحركة بسوريا. وأكدت مصادر دبلوماسية عربية بالقاهرة أن الوساطة المصرية التي قام بها عمر سليمان مدير المخابرات المصرية ، والجهود المكثفة التي بذلها مع عدد من المسئولين المصريين الآخرين لتهيئة المناخ الملائم لعقد القمة الثلاثية بشرم الشيخ ، تعثرت بسبب الشكوك الكبيرة لدي عمّان من سياسة دمشق المساندة بقوة لحكومة "حماس" في مواقفها السياسية الرافضة للطرح الذي يتبناه الرئيس محمود عباس والذي تؤيده الأردن. وأشارت إلى أن فتح دمشق لأبوابها أمام "حماس" وعدد من المنظمات والقيادات الفلسطينية أثار قلقًا متزايدًا لدى الأردن ، التي تخشى من حدوث قلاقل في المرحلة القادمة يشارك فيها الفلسطينيون المقيمون على أراضيها والذين يشكلون أغلبية بين سكانها؛ خاصة أن حركة "حماس" و"الإخوان المسلمين" في الأردن يمتلكان قدرة كبيرة على تحريك الشارع الأردني، وهو الأمر الذي يثير مخاوف السلطات الأردنية التي تخطط لإجراء انتخابات برلمانية قريبًا. وعلمت "المصريون" أن القمة الثلاثية تأجلت إلى أجل غير مسمي، بعد أن أعلنت السلطات الأردنية أنها ستقوم بتسوية الأمور العالقة مع سوريا بشكل ثناني من خلال اللجنة المشتركة بين البلدين، وهو ما وضع حدًا للوساطة المصرية التي قادها عمر سليمان مدير المخابرات المصرية.