التعدد هو الحل الأصعب لكثير من المشكلات الزوجية.. وأحيانًا هو الحانوتى، الذى تنتقل على يديه الحياة الزوجية إلى طى النسيان.. رغم أنه الحل المثالى لكثير من المشكلات المجتمعية ومن الأساسيات التى يرتكز عليها التواجد الأسرى السائر فى طريقه للانقراض.. إنها المنظومة المستحيلة والتوليفة المتناقضة.. التى تحتاج لمن يفك رموزها. وما أسهل الفك إذا كانت النفوس واعية يعلم كل منهما عن نفسه ما يعلمه عن الآخر، ولكن لضعف الثقافة وقلة الخبرة وانحصار الدين تاهت معالم الطريق.. وانعدمت الرؤية عند الكثير.. تعالوا بنا نفك الخيوط المتشابكة للتعدد. التعدد فى نظرى هو الحل السحرى للمشاكل المجتمعية، فإذا ما نظرنا للمجتمع نظرة شمولية وجدنا أن التعدد هو الحل الأمثل لإعادة إدخال النساء ممن فقدن الأسرة سواء بالعنوسة أو بالطلاق أو بالترمل إلى التكوين الأسرى من جديد، وكذلك إعادة إدخال الأطفال الذين فقدوا الجو الأسرى سواء بطلاق الوالدين أو بموت أحدهما إلى التكوين الأسرى من جديد.. وأهمية الأسرة للصحة النفسية وبناء المجتمعات أمر لا يستطيع أن ينكره عاقل.. وفى اعتقادى أن المجتمعات الصحية يجب أن تقبل بالتعدد وتدعمه إعلاميًا وثقافيًا وحكوميًا.. فتتبنى الفكرة وتربى الذكور والإناث على أن التعدد ليس سبيلاً للمتعة، ولكنه واجب الفرد تجاه المجتمع لأن المجتمع ما هو إلا مجموعة من الأسر، فإذا فشلت الأسر وتفلتت منها الأفراد إلى الوحدة والتشرذم ضاع كيانها وانهارت.. وتزيد من تدريب الرجال ليعلم الرجل أن التعدد ليس الحل السحرى للهروب من جحيم الزوجة الأولى فيداوى الفشل بالتعدد.. بل عليه إنجاح الأسرة الأولى بشتى الطرق كى يستطيع أن يبنى أسرة جديدة. ولأن هذه القيم قد اندثرت وصار الرجل لا يعدد إلا للمتعة.. ظهرت مشكلة العنوسة فى الرجال والنساء لضعف الدخل وقلة ذات اليد وكثرة الطلبات.. ولو أن الرجل الذى يرغب فى التعدد أخلص النية لله وأراد التعدد من أجل إصلاح المجتمع وستر النساء وعفتهن بالزواج.. لوجد فى نفسه رغبة فى زيادة الأجر وهم بتزويج شاب لا يقدر على نفقة الزواج.. فبدلاً من أن يأخذ ثواب عفة فرد. أخذ ثواب عفة فردين وفوقهم ثواب الإيثار حين يؤثر شابًا محرومًا من العفة على نفسه ويكون سببًا فى إسعاده. تلك سبل إصلاح وبناء نحن فى أمس الحاجة إليها كمجتمعات.. ولكن هل ما يصلح لإصلاح المجتمعات يتناسب مع كل الأفراد؟.. هنا مربط الفرس.. بالطبع لا. فلكل قاعدة شواذ.. وإذا ما كان إعلام وثقافة الدولة اتجهت إلى نبذ قضية التعدد.. كثر الشواذ.. فصارت أغلب النساء تنبذ التعدد، فالمجتمع ينظر إلى الزوجة الثانية على أنها خاطفة الرجال.. فهى المنبوذة عند الزوجة الأولى وأهلها وجيرانها، وهى الموصومة بعار سرقة زوج غيرها أمام نفسها والمحيطين بها، وهى المنظور إلى عيوبها والمفتش وراءها، وما دفعها لقبول الدنية فى مجتمعها.. وكثر الحديث عن فشل التعدد، فمعظم رجالنا يعددون هروبًا من جحيم الزوجة الأولى وبحثًا عن الحب والمتعة فإذا ما وجدوه.. مال شقهم فهجروا الأولى وزاد عناؤها وعناء ذويها، أو على العكس أن يعدد من أجل التعدد فقط.. ثم عاش الرجل فى حالة من الشعور بالذنب تجاه زوجته الأولى فأغدق عليها وميزها عن باقى زوجاته واخترع لنفسه الحجج، فهى من وقفت جانبى فى بداية الطريق، وهى من صبرت معى السنوات فليس القديم كالجديد.. رغم أنك تنجب الولد ويعيش معك السنوات والسنوات فإذا ما أنجبت غيره. عليك أن تعدل بين ابن عمر يوم واحد وبين ابن عمر سنوات طوال.. ذلك هو العدل. الذى افتقده رجالنا.. لأنهم لم يتعلموه ويتدربوا عليه.. فمن أين لهم بالعدل والإعلام ينفر من التعدد ليل نهار، والمجتمع متوارث نبذ التعدد أبًا عن جد وحالات التعدد بالمجتمع قليلة ويندى لها الجبين من الفشل والإفلاس. وهنا يجب أن يعلم كل رجل مقبل على الزواج أنه يلزمه أن يكون بينه وبين نفسه وقفة ويتدارس نفسه.. هل هو ممن يقبلون على التعدد أم لا.. وإذا وجد فى نفسه ميولاً للتعدد.. فعليه المصارحة.. فالتعدد عمل مشترك بين الرجل وزوجته.. أمر لا يخص الرجل بمفرده.. فالمصارحة بين المقبلين على الزواج وتوضيح مثل هذه الأمور شىء فى غاية الأهمية وكذلك المتزوج إذا أراد أن يعدد، فيجب أن ينظر لأهل بيته ويتدارسها قبل الإقبال على مثل ذلك الأمر.. فاعلم أن ليس النساء سواء، فكما قلت من قبل إن لكل قاعدة شواذ.. فعليك أن تتحسس طباع زوجتك بذكاء قبل أن تقبل على هذا الأمر.. والله الموفق.