اليوم أختم حديثى عن العدل في الاسلام والخليفة العادل عمر بن عبد العزيز واعتذر عن التأخر في الكتابة لانشغالي بامتحانات الأزهر في الفترة الماضية.. كيف اهتم عمر بطالب العلم؟ امر ولاته بإعطاء طلاب العلم ما يكفيهم من مطالب الحياة واسباب العيش حتى يتفرغوا للعلم وللبحث فكان كل باحث او طالب علم يصير له راتب مائة دينار يستعين به على طلب العلم.. ماذا فعل ايضا؟ جاءه رجل يشكو من واليه الذى اخذ أرض له فتحقق عمر من الأمر ووجده مظلوما فأمر واليه برد الأرض اليه ثم قال له كم انفقت في مجيئك الى ؟ فقال الرجل : يا أمير المؤمنين تسألني عن نفقتي وقد اعدت لي ما هو خير؟ اعدت لي ارض بمائة الف دينار فقال عمر والله ما اعطيتك الا حقك . وامر له بستين درهما اخرى تعويضا عما انفقه الى ان وصل الى امير المؤمنين هذا هو العدل الناجز الذى نحن في حاجة اليه اليوم .. امرأة فقيرة لها بيت متواضع تهدم بعض جوانبه وكانت تربى دجاج تستعين به على المعيشة وكان اللصوص يسرقون الدجاج منها بسبب تهدم الجدار سمعت هذه المرأة بعدل عمر فأرسلت اليه خطابا مع بريد مصر فكتب عمر لوالى مصر ان يبنى لها الجدار من بيت المال.. اما في أمور القضاء فكان له قول مشهور وفعل مشهور أيضا: اما القول المشهور فهو: اذا جاءك الخصم وقد فقأت عينه فلا تحكم له حتى يأتي الخصم الآخر فلعله فقأت عيناه معا وأما الفعل أنه لما تولى الخلافة ووجد هناك مظالم كثيرة للناس عزل جميع القضاة . وعين بدلا منهم قضاة عدول وكان بين المعزولين قاضيا لم يعين الا من اسبوع فقط فقال له القاضى:انا لم اظلم احدا؟ فقال عمر: يكفيك ان الذى عينك وهو راض بظلم الناس كان راضيا عنك هكذا كان حرص عمر على العدل فكانت خاتمته كأحسن مايكون..تعالوا بنا نرى كيف كانت لحظات وفاته.. قال لمن حوله اخرجوا عنى فظنوه يريد ان يستريح وخرجوا ووقفت اخته على الباب لربما يحتاج شيئا واذا بها تسمعه يقول: اهلا بهذه الوجوه التى ليست بوجوه انس ولاجان ثم قرأ قول الله عز وجل: تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين . ثم هدأ الصوت فدخلوا عليه فوجدوه وقد غمضت له الملائكة عينيه وسوته في اتجاه القبلة فكان اخر ما نطق به عمر اية من القرآن!!