قال الواعظ الحقيقي -وليس "المزيف" للخليفة العباسي هارون الرشيد، وهو يهم بشرب الماء: يا أمير المؤمنين، لو منعت هذه الشربة بكم تشتريها؟ قال بنصف ملكي. سأله: لو منعت خروجها من جسمك بولًا بكم تشريها؟ قال: بنصف ملكي الآخر.. قال: ملك لا يساوي شربة ماء لا يوازي شيئًا"، فبكى الرشيد من الموعظة. كان الواعظ الزاهد ملكًا حقيقًا تجلت مملكته - التي ثابتة في صدره- في عيني الخليفة أكثر من ممالك ومدائن وعسكر وجنود هارون الرشيد نفسه الذي كان من شساعة ملكه يخاطب الساحبة التي تمر من فوقه: "أمطري حيث شئت فسوف يأتني خراجك . " وكأني بهذا الواعظ يترجم مقولة زاهد آخر من الزهاد الحقيقين وهو يستشعر لذة الراحة الكبرى للعبادة في صدره ويبثها مريديه وأحبابه: "نحن في لذة لو علمها الملوك لجالدونا عليها بالسيوف"!! تذكرت هذه الموعظة الجليلة في حوار الواعظ والرشيد وأنا أستمع للرئيس مرسي يقول: "لن أفرط في نقطة ماء واحدة من ماء النيل"، وذلك على خلفية الاجتماع الطارئ الذي عقدته الرئاسة لدراسة الأبعاد المتعلقة كافة بقيام إثيوبيا ببناء سد على النيل الأزرق وما يمكن أن يترتب على هذا السد من آثار على مصر. لا يعنيني فعلة مستشارة الرئاسة ونسيانها إبلاغ الحاضرين بأن اللقاء مذاع أو تعمدها ذلك، بقدر ما يعنيني اجتماع الفرقاء على طاولة واحدة لمناقشة أخطر قضية تهم مصر وهي القضية الأخطر في نظري؛ لأن القضية المائية تعني الحياة كلها، ويكفي أن الله تعالى قال: "وجعلنا من الماء كل شيء حي". ولكن ما يعنيني أن الجميع بدا قلبه على مصر الوطن، وأن الروح الوطنية الحلوة التي كنا نريدها ونترقبها باتت قريبة إلى لم الشمل والتوحد على كلمة سواء، من أجل مصر وعيون مصر وإيجاد حل للخطر الذي يهدد مصر، وهذه هي مصر في المحن والأزمات والشدائد الجميع في خندق واحد، والجميع يده على الزناد من أجل الحفاظ على الوطن.. ووحد الله فرقاء الوطن لمصر ومن أجل مصر.. للأسف لا يزال الإعلام يعزف على وتيرة التفريق والتهويل والتشويش.. أما "التفريق"، فهو ينفخ في نار إذاعة اللقاء، وينسى ثمرة اللقاء وما دار فيه وإظهار أن أبناء مصر كلهم كانوا على قلب رجل واحد لأن الخطر يهدد مصر كلها ولم يهتم الإعلام بهذا قدر اهتمامه بأن اللقاء مسجل أو غير مسجل.. و"التهويل"، لأنه يجعل – كعادته- "من الحبة قبة" وينفخ في الأمور الصغيرة ليضخمها فتكون سحابة كثيفة من الدخان تغطي سماء الحقيقة، وفي الوقت نفسه يترك الأمور الكبيرة التي تقلقنا في ليلنا ونهارنا، وكأنها قضايا لاتستحق المناقشة. و"التشويش" يعني عمل زوبعات فنجانية على بعض القضايا المهمة لعدم لفت النظر إليها وعدم الاكتراث سيما إن كانت انجازات تنموية مهمة مثل موعد حصاد القمح مثلًا، وبعض المصانع التي تولت بعض الشركات الإسبانية والإيطالية بناءها أو إنشاءها على أرض مصر لمصلحة وتنمية ونهضة مصر. ******************************************* ◄◄تصريح نائب الكونجرس:◄ نائب بالكونجرس: المصريون لا يستحقون سنتًا واحدًا من أموال الأمريكيين. = يا متغطي بالأمريكان يا بايت عريان؟
◄◄ الخرباوى وإسقاط مرسى:
◄الخرباوى: جماعة الإخوان ستضحى بمرسى والمصريين سينزلون يوم 30 يونيه لإسقاط الرئيس محمد مرسى ونظامه. = كلام خطير وقوي لكن لصالح من؟ لست أدري: هل للعداء السابق بينه وبين الجماعة وبما أنه انشق عنهم فالكلام يكثر ويزيد، أم لخوفه على البلد الذي استشعر أنه تنسل من الخارطة شيئًا فشيئًا؟ أم كلامه كان مقولة تساهم في الحرب الدائرة على الإخوان، في هذه الأيام باعتبارهم "فشلة" وليس لهم في السياسة أو الاقتصاد أو إدارة شؤون البلاد، كما تجمع على ذلك صحف وفضائيات كثيرة ويصل بالبعض الغيظ أدناه فيقول عنهم: "يا ولاد ...." من الشتائم التي يعف القلم عن كتابتها. دمتم بحب عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. عبير