أشاهد يوم الجمعة من كل أسبوع مسرحية، تبدأ بصعود الخطيب على المنبر ليؤدي خطبة الجمعة، وأرى وجوهًا كثيرة في المسجد ليست من المنطقة التي يوجد بها المسجد، وهم موزعون بعضهم أمام وبعضهم خلف وهم يقومون بدور الكومبارس الذين يؤدون دورًا ثانويًّا ولكنه مهم وغاية في الأهمية. وتبدأ المسرحية بقول الخطيب: بسم الله .... وينطلق الخطيب المفوه الحاصل على أعلى الشهادات الجامعية (فهو حاصل على شهادة الدكتوراه من كلية الدعوة جامعة الأزهر) ليقول: إن الإسلام دين وأمة وليس دينًا ودولة، ويستشهد بآية قرآنية فيقول قال الله تعالى: "كنتم خير أمة" انتبهوا أيها الناس إن الله لم يقل خير دولة ، فالإسلام دين وأمة، وتنطلق كلمة استحسان وإعجاب من الكومبارس من الصفوف الأولى ومن الخلف فتؤثر في نفوس الحاضرين وتشعرهم فعلا بأنهم أمام عالم جليل يفسر القرآن تفسيرًا صحيحًا لم يسمعوه من قبل ذلك فتنتشي نفوسهم. وتتوالى فصول المسرحية فيظهر الخطيب وعليه علامات الغضب وهو يقول: إن الذين يقولون دائمًا حلال وحرام أنا أقول لهم: غلط، أكبر غلط، لا يوجد شيء اسمه حلال وحرام، ويرجع ليقول: لا تقل حلال وحرام ، فلا يوجد ليل ونهار فقط لا بل يوجد شفق وغسق وقبل الفجر وقبل الغروب وبعد الغروب. ويتحدث الخطيب عن الأولياء فيقول: منكر الأولياء كافر كافر وسوف تكون عاقبته في الدنيا وخيمة. ثم يتحدث عن الحكام فيقول: هو إنت النهاردة في بيتك، أولادك ومراتك بيعترضوا على تصرفاتك هو إنت بترضيهم أبدًا، فالذين يعترضون الآن على الحكام بَطَلُوا كلام فارغ هو إنتم بتقدروا تمشوا كلمتكم في بيوتكم. ويتحدث الخطيب عن البهائية فيقول: على فكرة أنا مشرف على تحقيق مخطوط عن البهائية، ويجب ألا ننظر إليها بتعصب بل يجب ألا تكون متعصبًا. والملة كالدين كما قال الأصفهاني في مفردات معاني القرآن. وتتوالى فصول المسرحية كل جمعة ليعرض فيها فكر جديد ببلاغة عالية (فعلاً بكلمات يتوهم الحاضرون أنها صحيحة الاستدال والمنطق فضلا عن بلاغة الخطيب الذي قضى في هذه المهنة سنوات من عمره الطويل) وأظن أن هذه المسرحية التي تؤدى كل أسبوع أنتجتها جهة معينة وأخرجها مخرج متمرس. [email protected]