مثلت ثلاث ناشطات نسويات أوروبيات من حركة "فيمن" أمام محكمة تونسية بتهمة خدش الحياء العام، بعد أن قمن بتعرية صدورهن في مكان عام تضامنا مع ناشطة معتقلة. وذكر راديو هيئة الإذاعة البريطانية (بى بى سى) الأربعاء، أن ناشطتان فرنستان وأخرى ألمانية يواجهن عقوبة بالسجن لمدة عام إذا تمت إدانتهن بتهمة خدش الحياء العام. وقد ظهرت بولين إيلييه ومارغريت ستيرن وجوزيفين ماركمان أمام المحكمة وهن يرتدين غطاء رأس تقليدي "حجابا أبيض". واعتقلت النساء الثلاث في مايو الماضي بعد تظاهرهن من أجل إطلاق الناشطة التونسية أمينة تيلر، التي أتهمت بالقيام بفعل خادش للحياء العام وإهانة مقبرة. واشتهرت جماعة "فيمن" النسوية الأوكرانية بقيام عضواتها باحتجاجات وهن عاريات الصدور. ويقول المراسلون ان تظاهرهن في 29 مايو الماضي كان الأول من نوعه في العالم العربي. ورفعت النساء الثلاث على صدورهن العارية لافتات تحمل رسائل تضامن مع زميلتهن أمينة تيلر. وتصف منظمة "فيمن" نفسها بأنها "تحارب نزعة التسلط الرجولي (البطرياركي) في ثلاثة مظاهر هي الاستغلال الجنسي للنساء والديكتاتورية والدين". وياتي نشاطهن في تونس على خلفية من التوترات المطردة التي أعقبت الإطاحة بالرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي في 2011، حيث شهدت تونس تزايدا واضحا في نشاط جماعات إسلامية متشددة تعرف باسم السلفيين وتطالب بنشر وتطبيق المزيد من المظاهر الدينية في المجتمع التونسي. كانت أمينة قد اعتقلت في 19 مايو الماضي بعد أن كتبت كلمة "فيمن" على أحد الجدران في مدينة القيروان حيث كان السلفيون يستعدون لعقد مؤتمر غير مصرح به. وقد أثارت أمينة جدلا حين نشرت صورها على فيسبوك بصدر عار، وهاجمها البعض بينما عبر كثيرون عن تضامنهم معها. وذكرت تقارير أنها تلقت تهديدات بالقتل من متشددين إسلاميين وقام العشرات منهم بالاحتجاج أمام المحكمة التي حاكمتها في القيروان إلى جانب تونسيين آخرين غضبوا من نشر صورها.