"وصلت الرسالة إلي النظام السوري التي تم الاتفاق عليها بأنه يجب أن يطمئن من عدم تصعيد إسرائيل" هكذا سعي الكيان الصهيوني المتمثل في بينامين نتنياهو وكذلك قائد قواته "يائير جولان" القائد على الجبهتين السورية واللبنانية والذي صرح للصحفيين وهو يتريض معهم ركضًا ومع جنوده بقوله "رياح الحرب لا تهب" ونقل عنه موقع معاريف أن أرجي قوله "هل ترون توترًا ... ليس هناك توترًا .. هل أبدوا لكم متوترًا؟ وجاء توقيت خبر الهجوم الإسرائيلي على سوريا أيضًا كما أتوقع متسقًا اتساقًا كاملًا مع موقف لجنة تقصي حقوق الإنسان بالأمم المتحدة على لسان كارلا بونتي التي صرحت بأن قوات المعارضة السورية استخدمت غاز الأعصاب خلال معاركها مع قوات بشار في محاولة للتغطية على جرائم قتل قامت بها عناصر نظام بشار الأسد على مدار أيام ثلاثة سابقة عن الهجوم الإسرائيلي والذي راح ضحيتها أكثر من 200 شخص أغلبهم أطفال وشيوخ ونساء في حي راس النبع في بانياس وكذلك حالات الإعدام الميدانية التي تتم في كامل الأرض السورية ناهيك عن الخراب الواسع واستهداف البنية التحتية للمحافظات وكذلك دور العبادة..
هذا ما يفعله النظام السوري الغاشم يقتل الشعب السوري الحر ويتهم المعارضة بالتعاون مع إسرائيل وإسرائيل تقدم له هدية وهي الهجوم علي دمشق حتي ولو تسبب ذلك في قتلى... المهم أن يُسوق النظام السوري ذلك على أنه هجوم عليه وأنه لا يدري ماذا يفعل مع عصابات إرهابية في الداخل تستخدم غاز السارين ضده وكذلك العدو الإسرائيلي الذي يضربه... وكأن ذلك سينجلي على المتابعين للأزمة السورية...
القراءة تقول إن إسرائيل تضرب والنظام السوري الإجرامي يستغيث حيث قدمت إسرائيل غطاءً سياسيًا بهذه الهجمة لنظام بشار الأسد لأن يقتل أكثر في الشعب السوري الحر أما النظام السوري الإجرامي يستكمل اللعبة ويتحدث عن تنسيق بين إرهابيين الداخل بزعمه والكيان الصهيوني لضرب سوريا رغم أن هذا النظام الذي صدع رؤوس العرب بالممانعة هو الذي مضي عليه أكثر من 45 عامًا لم يطلق رصاصة واحدة باتجاه الجولان منذ احتلالها في عام 1967 وهو الآن الذي يقتل في السوريين كل يوم..
هذا لا يعني إدانتنا لهذا الهجوم الصهيوني حتي لو كان بتنسيق بين بشار ونتنياهو فحسب لكن نريد محاكمة دولية لهما على ما تم لأنه استهدف أرضًا عربية سورية وقتل من الشعب السوري الذي لا يستحق إلا أن يعيش كريمًا له السيادة على كامل أرضه بلا احتلال سواء احتلال بشار الأسد الذي فقد شرعيته بقتل الشعب السوري الحر أو احتلال صهيوني الذي يحتل أرضًا عزيزة علينا وهي أرض الجولان.
وفي النهاية نقرر أنه لابد من المحافظة على وحدة أراضي وشعب سوريا الحبيبة وعدم الانجرار وراء المؤامرات الداعية إلى تقسيم سوريا وشعبها إلي علويين وسنة ودروز ومحاولة إثارة الفتنة بين السوريين لأن المستفيد الوحيد فيها هو بشار الأسد لأن ذلك يطيل فترة بقائه وإسرائيل التي تريد الهيمنة على المنطقة وإعادة ترسيم حدودها من جديد. – باحث سياسى وإعلامى