يبدو أن ظهور حركة تمرد هو آخر ألاعيب الفلول ومن تحالفوا معهم عقب ثورة 25 يناير، وعلى وجه التحديد منذ تسليم المجلس العسكرى السلطة للرئيس المنتخب محمد مرسى، للوصول إلى هدفهم الأساسى والحقيقى، وهو القفز على هذه السلطة بأى وسيلة أو بأى ثمن من خلال المطالبة باستقالة أو عزل الرئيس، سواء بجمع توقيعات من المصريين أو من خلال الدعوة إلى إجراء استفتاء على بقاء الرئيس فى منصبه أو عدم بقائه، وكأنه فرض نفسه على الشعب بالقوة ودون إرادة المصريين، كما فعل المخلوع حسنى مبارك باستفتاءاته وانتخاباته المزورة. منطق التمرد – على صندوق الانتخابات - ليس أكثر من صيحة جديدة فى عالم الديكتاتورية التى تربينا ونشأنا عليها، ويبدو أنه يعز علينا فراقها أو يصعب علينا أن نغيرها أو أن نتغير نحن ونطور من أنفسنا ومن طريقة تعاملنا مع الأحداث ومع الأفكار والأطروحات المتعددة التى تتبناها فئات مختلفة من الشعب. وإذا كنا نرفض منطق التمرد على الرئيس محمد مرسى ومحاولاته البائسة من أجل منصب يمثل لبعض من يتبنونه سبب وجودهم الوحيد فى الحياة، فإننا بنفس القدر نرفض منطق التجرد - والذى بدأ ينحو نفس منحى التمرد - فى مجاراة مثل هذه الألاعيب التافهة والمحاولات اليائسة والرد على التوقيعات بتوقيعات وإدخال الشعب المصرى الذى يعيش نحو ثلث أبنائه تحت خط الفقر فى دوامة أو متاهة لا نهاية لها. وإن كنا لا نملك إلا الترحيب بدعوة أهل التجرد إلى أن يتجرد المصريون والقوى السياسية من جميع الخلافات والأحقاد, وأن يتركوها جانبًا من أجل العمل لصالح مصر, وأنه حتى لو كانت هناك خلافات مع الرئيس, لابد أن تنحى جانبًا حفاظًا على الدولة, وتجنبًا للفوضى وحقنًا للدماء. المطلوب من كل الأطراف الاتجاه إلى العمل والإنتاج، أما الذين لا يجيدون حرفة سوى ألاعيب السياسة التى أصبحت مصدر استرزاق بالنسبة لهم، فعليهم أن يتأخروا وأن يفسحوا الطريق لأهل العمل والإنتاج. وعلى الحريصين على الوصول إلى كرسى الرئاسة أن يعدوا أنفسهم للانتخابات الرئاسية القادمة، وأن يقدموا شيئًا يذكرهم به الناس ويجعلهم يصوتون لصالحهم، وبالتالى تتحقق أهدافهم بطريقة مشروعة، وليس "بالبلطجة والاستهبال"، أو بمنطق "أنا ومن بعدى الطوفان"، فهذا فيه دمار للجميع وضياع للمصلحة العليا للوطن إن كانوا يعرفون معنى الوطن. [email protected] أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]