السلام عليكم ورحمه الله وبركاته حكايتي طويلة ولكن باختصار شديد قضيت أكثر من نصف عمري أعمل في مجال السياحة البواخر السياحية وأثناء هذه الفترة لم أمارس أي عمل داخل مصر ولم أعرف غير السياحة ،وفقني الله أثناء عملي أن أُزوج أخواتي الفتيات الثلاثة وأن أساعدهن ليحصلن علي وظائف أيضا فجميعهن موظفات الآن والحمد لله ،أما أختي الرابعة فهي أكبرنا وكانت بمثابة الأم لنا جميعاً ورفضت الزواج لكي تقوم برعايتنا ولكن ابتلاها الله قبل وفاتها بمرض السرطان وعانت معه لمده 3 سنوات حتى شملها الله برحمته ونقلها إلي رحابه ،وفي أثناء هذه الأحداث كان بجواري زوجة وفية، ضحت وسهرت معي الليالي لكي أرد الجميل لأختي ونسيت نفسها وأنكرت ذاتها فهي حاصلة علي بكالوريوس علوم وكانت لديها طموحات كبيرة ولكنها تفرغت تماماً لرعاية والدتي التي توفيت بعد زواجي بشهرين ثم بعد ذلك رعاية أختي الكبرى حتى توفاها الله،المهم سيدتي الفاضلة رزقني الله بأربع أبناء ولدين وبنتين والحمد لله ولكنني لم أعد أقوي علي السفر ليس بدنياً، فالحمد لله أنا بكامل الصحة ولكنني بدأت أشعر بالذنب وأن هذا العمل به شبهة حرام لأنه توجد هناك جميع أنواع المعاصي من خمور ونساء وخنزير، ولكنني أواظب علي الصلاة رغم كل ذلك وأديت عمرة العشر الأواخر من رمضان ودعوت الله كثيراً أن يرزقني بعمل أخر في أي مجال كي أبعد عن السياحة و قمت بعمل مشروع لألعاب الكمبيوتر والصيانة والنت بمشاركة أحد الشباب هو بالمجهود وأنا بالمال ولكن بعد قيام الثورة وفي ظل غياب الأمن طمع شريكي وانفرد بالمشروع ولم أقاتل من أجله لأن زوجتي أخبرتني أنه يندرج تحت مسمي اللهو الحرام فتركته بعد أن خسرت مبلغاً كبيراً ،ثم قمت بإفتتاح مطعم للمأكولات البحرية في إحدي المدن الساحلية ولكن نظراً لعدم معرفتي بالتعاملات داخل مصر وبطبيعة الناس صفيت المشروع بعد سبعه شهور وكانت الخسارة أكبر من المرة الأولي، ورغماً عن كل ذلك لم أفقد الأمل في كرم الله ورحمته، لم أعد أملك من المال ما أخاطر به الآن وليس لدي ولا زوجتي دخل شهري ورزقني الله بإبني الأصغر وابتلاه بمرض جلدي ، ويحتاج إلي مبالغ كبيرة شهرياً لشراء العلاج و المرطبات وهناك ثلاثة أبناء آخرون..لاأعرف غير عمل البواخر الذي نشأت فيه ولكن لاأريد العودة إليه حاولت جاهداً أن أجد أي عمل في مصر ،ولكن موضوع السن وقف حائلاً دون ذلك فلقد تجاوزت الثانية والأربعون من العمر، رغم أنني حاصل علي بكالوريوس التجارة شعبة إدارة الأعمال ولكن ليست لدي أي معارف ولاعلاقات تمكنني من العمل في بلدي(واسطة) رغم أنني أجيد اللغة الإنجليزية تماماً وبعض الكلمات من اللغات الأخرى ،بالله عليك أخبريني... هل هو غضب من الله أم إمتحان؟؟!وهل أعود إلى نفس العمل تحت ضغط الفقر أم لا؟؟ولو كان لا فإدعوا الله لي أن يثبتني ألا أعود إلي البواخر مرة ثانية وأن يجند لي من يساعدني ويأخذ بيدي فهو وليّ ذلك والقادر عليه..وآسف علي الإطالة . (الرد) وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. أبشر أخى الكريم.. فربما أراد الله ليطهر أموالك ويطهرك مما إقترفته من آثام بعملك السابق، وهو بالطبع إبتلاء ولكنه أهون إبتلاءات الدنيا ،فطالما صحتك وأولادك بخير فأنت فى نعمة كبيرة،وربما يختبر الله صبرك على ذلك الابتلاء وهو نقص الأموال ،فكما قال تعالى:" وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ" ومع صبرك يا أخى كن على ثقة تامة فى الله تعالى وظن به خيراً بالشفاء التام والعاجل لإبنك الصغير,ولقد أراد الله بك خيراً لِما فعلته من خير مع إخوتك وأمك رحمها الله فهنيئاً لك ولأختك الكبرى رحمها الله ولزوجتك الخلوقة الفاضلة بما فزتم به من دعوات الأم..كما أنك تركت عملك لترك ما به من شبهات ومعاصٍ،فثق أيضاً أن الله سيعوضك خيراً فكما أخبرنا الحبيب المصطفى صل الله عليه وسلم أن:" من ترك شيئاً لله أبدله الله خيراً منه" وفيما يخص سؤالك برجوعك لعملك السابق بسبب ضيق العيش,فإنها إندرجت تحت أمورالفتاوى الشرعية وهنا لزم الاستعانة بأهل الإختصاص ...ولقد قمت بعرض الفتوى على أحد كبارعلماء الأزهر الشريف وهو.. فضيلة الشيخ /أشرف الفيل ... حيث تفضل مشكوراً بالرد عليها قائلاً: " كان علي الأخ السائل ألا يترك عمله الذى به شبهة المال الحرام إلا بعدما يجد عملاً أخر غيره حلالاً، وكان عليه أن يبحث بشكلاً جدياً حتى العثور عليه,وقتها يقوم بترك العمل المشبوهة أمواله،ولكنه طالما قد تركه بالفعل، فهذه إرادة الله وعليه ألا يعود إليه مرة أخرى ،إلا فى حال أنه يأمن إجتناب الآثام من خمور ونساء وخنزير...والله تعالى أعلى وأعلم" كان هذا هو رد الشيخ/ أشرف الفيل على الشق الخاص بسؤالك الشرعى.. ومن جانبى أوصيك بالاستعانة بالله والتوكل عليه,والمحاولة الدؤوبة منك لإيجاد عملاً أخر حلالاً مصدره, ولا تحزن على ما فاتك يا أخى ,فرأى زوجتك الصالحة صواب ،فأنا شخصياً لاأؤيد المحال وصالات الألعاب الإليكترونية التى بدأت تنتشر كظاهرة سلبية فى مجتمعنا ،فهى مضيعة للوقت والمال،فضلاً عن أنها قتل لروح الإبداع فى أطفالنا وشبابنا،... **وإننى لأراها مناسبة...لمناشدة مسئولينا لتقنين العمل بهذه الأماكن ،والحد من تفاقم تلك الظاهرة التى قضت على جزء كبير من دخل المصريين ،كما أهدرت كثيراً من أوقات الإنتاج.. *كما أناشد قرائى الأفاضل ومن يستطيع معاونة أخانا فى إيجاد عملاً يتناسب وما قام بذكره من مؤهلات لديه,أو حتى بالمشاركة بالتعليق بكلماتكم الجميلة التفاؤلية التى تبث روح الأمل لأخانا والثبات على الأمر,والدعاء له، فاليتفضل وله جزيل الشكر.. اللهم ثبته وثبتنا، وارفع عنه وعنا إبتلاءات الدنيا ،واجعل جمعنا لإرضاءك وفى سبيلك ،واجعلنا أسباباً للخير لبعضنا البعض واجعل أعمالنا خالصة لوجهك الكريم ،وارزقنا جميعاً الفردوس الأعلى. ................................................... تنويه هام للقراء: لقد خصصت مساحة مميزة لقرائى الكرام من صفحتى يوم الخميس من كل إسبوع ,من جريدة المصريون الورقية ,لكل من يريد أن يشارك ويفتح قلبه بنصيحة أو كلمة مفيدة أو أبياتاً زجلية أو شعرية,ليشارك معى بكلمات هادفة,فاليتفضل ويتصل بى ثم يرسلها لى عبر الإيميل المخصص للباب,مرفقة باسمه وصورته الشخصية , لنشرها فى صفحة باب "إفتح قلبك" تحت عنوان فقرة "قلب صديق"...أرحب بمشاركتكم وتواصلكم معى. ................................. لإرسال مشكلتك والتواصل مع الأستاذة/أميمة السيد [email protected] وللرد المباشر للأستاذة أميمة على مشكلاتكم الإجتماعية والأسرية من خلال الهاتف فيمكنكم الإتصال برقم ( 2394) .